.. «لا تنهر من اتاك مستجيراً، واخرج من بطئك، واقضي بالعدل، ولاتغمض عينيك عما تراه، ولا تقس على من جاء يشكو اليك، فعندما يكون المتهم فقيراً.. وشاكياً، يصبح العدو فتاكاً، ولاتكن عنيداً فلا يجب أن يكون العناد من شيمك، ولاحياة لمصري فقير مالم تكن العدالة في قلبك، سيضيعك اهمالك ويؤذيك جشعك، لقد نُصّبت لتسمع الشكاوى وتفصل بين المتخاصمين، وتضرب على يد السارقين، ولكن تأمل فإني اراك لا تفعل شيئاً سوى مناصرة الظلم والظالمين، أولاك الناس ثقتهم فتخليت عنهم». كانت هذه مقتطفات من اقدم شكوى سياسية في التاريخ، شكوى «خونا نوب»، الفلاح المصري الفصيح، الذي كتبها منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، بعد ان تعرض للإهانة والسجن ومصادرة حميره وغلاله ظلماً على يد أحد كبار موظفي حكومة «ناظيف رع»!. .. لكن ما الذي ذكرني بنصوص «شكاوى الفلاح الفصيح» الآن؟.. أقول لكم.. سمعت في ما يسمع السامع، ورأيت في ما يرى الرائي في هذه الأيام الكالحة التي يختلط سواد الليل فيها بسواد النفوس وتشرئب رأس الغول من بين الفلول، من يقول إن الشعب المصري لا يستحق الديموقراطية، وغير مؤهل لادارة شؤونه، او اصلاح بلاده، او اختيار ممثليه ونوابه، فاستدعيت كل ما قرأت عن الشخصية المصرية، سواء ما كتبه الراحل العظيم جمال حمدان او سيد ياسين او د.نعمات احمد فؤاد، ود. حامد عمار ود. ميلاد حنا ود. سيد عويس، ود. حسن الساعاتي. وايضاً ما سطره بعض علماء الاجتماع والانثروبولوجيا حول مفاهيم «الشخصية» لدى الشعوب والاجناس البشرية. وبعيداً عما يطفو على سطح الحياة المصرية من ظواهر سلبية وعادات ملتوية، مثل: النفاق والسبهللة، والاستعباط، والفهلوة، والتشاطر، والدروشة، والغياب الاختياري عن الواقع، والتواكل والاعتماد على الغير. الا ان هناك سمات جُبل عليها المصريون، وأصقلتها الاديان مثل: الروحانية، والشهامة، والكرم، والبساطة، والتدين والتسامح والاستقرار، والارتباط بالارض وحب النكته والدعابة والسخرية، إلى جانب الجنوح للحزن رغم ذلك! أضف لذلك «ندرة» الثورات، والصبر على الظلم والقهر والتسلط والاضطهاد، وطاعة أولي الأمر. أعتقد بعد الخبرات المتراكمة لدى المصريين لأكثر من 7 آلاف سنة لن يصبح من السهل «الضحك علينا» من «غيلان» النظام السابق، الذين تلونوا كالحرباء، ودخلوا تحت عباءات بعض الاحزاب الجديدة، متسمين بالتيار الديني الفلاني أو الاتجاه السياسي العلاني،.. ولن نخشى «فجور» الفلول الأوفياء لولي النعم المخلوع والذين قرروا التبجح والترشح مستقلين. الكرة الآن في ملعب الشعب، ومن يختاره بارادته الحرة، وباشراف قضائي، بعيداً عن تدخل «أمن الدولة» (المنحل)، ومطاوي البلطجية (إن شاء الله يعني) سيشكلون أهم برلمان في تاريخ مصر المعاصر، وأدعو الله وكلي ثقة في رحمته وكرمه وعطفه علينا، أن يوفق المصريين لحسن الاختيار، حتى يخيب ظن كل من لا يثق في مصر وشعب مصر.. قولوا آمين. واللهم احفظ مصر وشعبها من كل مكروه. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يا سيِّدي المسؤول... يا حامل المفاتيح اسمع خلاصة القول... «فلاح» لكني «فصيح» الشعب لسه عليل... وقلبك لسه ذبيح من شلة التماثيل... لما انحنت للريح رجعت في ضلمة ليل... وفلولها قايمه تصيح ٭٭٭ يا سيِّدي التنظيم... يا صاحب العزبه «الغول» خبيث ولئيم... ومذاكر اللعبه والفل عنده «الجيم»... لو «سينه» جت صعبه لو ناوي ع «التسليم»... خذ شعبك الحربه رح تنصف المظاليم... من فرقة «الضربْه» مختار عيسى (يوميات يناير)