دائما ما أجد نقادًا رياضيين وخبراء كبارا فى اللعبة يتحدثون حول أن بطولة الدورى فى مصر ضعيفة لأن المنافسة تنحصر دوماً ما بين الأهلى والزمالك، والمنافسة دائماً ما تكون فى قاع الجدول على الفرق الهابطة إلى الدورى الممتاز "ب"، ويطالبوننا بالنظر إلى الدوريات الأوروبية وحجم المنافسة الشرسة على القمة وظهور أندية جديدة تنافس على الدورى، إلا أننى أؤكد أن كرة القدم على مستوى الدوريات الموجودة فى العالم كله متساوية، إلا من خلال الإمكانيات الخاصة للفرق والأندية التى تمتلك اللاعبين أصحاب الفروق الخاصة، ففى إنجلترا مثلاً نجد رونى ولامبارد وأرشفين وفى إسبانيا كريستيانو رونالدو وميسى وفى فرنسا الآن تراورى وكيفن جاميرو، وأوليفير جيرو، وفى ألمانيا فرانك ريبرى وفى إيطاليا توتى وديل بيرو وفى مصر أبو تريكة وشيكابالا، ورغم تلك المنافسة على الهبوط أصعب من القمة والتى تنحصر فى كل دوريات أوروبا ما بين ناديى الدربى فقط، وموجود فى إسبانيا مثلاُ ناديًا مثل الأهلى عندما احتكر كل البطولات محلياً وإفريقياً هو برشلونة. وعندما يطلب الجميع من سمير زاهر بصفته رئيس اتحاد الكرة بضرورة إقامة الدورى بدون أى حضور جماهيرى فى أى وقت من الموسم، بسبب الظروف الأمنية الصعبة التى تمر بها البلاد فى أحداث "التحرير"، من أجل حقوق البث الفضائى والرعاة و"السبوبات"، فبطولة الدورى فى كل مكان فى العالم مرتبطة بالحضور الجماهيرى، وكل الفرق والأندية دائماً ما تلعب من أجل الحضور الجماهيرى، التى يلعبوا من أجلها فقط، وللأسف الربط بين عدم الحضور لاستكمال المسابقة فقط، الشىء الذى تدور حوله علامات الاستفهام فى كل الأوقات. يعود الدورى إلى الحياة بالحضور الجماهيرى عندما تهدأ البلاد، أفضل من عودته بدون روح فى غياب الجماهير، وإذا تحدث الكابتن سمير حول ضغط المباريات وكيفية لعب ثلاثة مباريات خلال 15 يوماً، فى أوروبا ذات الدوريات الأقوى من وجة النظر يلعبون ثلاث مباريات كل عشرة أيام فقط، بدون الحديث عن الإجهاد والإصابات، لأننا الدورى الوحيد فى العالم الذى يتم إيقاف الدورى فيه لمدة 35 يوماً بسبب المنتخب الأوليمبى ومباراة ودية مثل البرازيل مع المنتخب الأول. الخطأ المعروف لنا أن عودة الدورى بالجماهير مع إيجاد حلول بديلة لأزمات الجماهير من خلال التوعية السليمة بخطر الشماريخ والألعاب النارية فى المدرجات، على أن يكون التأمين فى المدرجات بالاتفاق مع رؤساء الأندية الشعبية والجماهيرية أفضل بكثير، بدلاً من إلغاء الدورى ونعود بالكرة المصرية إلى عهد ما قبل الكابتن محمود الجوهرى فى تسعينيات القرن الماضى، عندما قرر إلغاء الدورى والاكتفاء بالمعسكرات الطويلة استعداداً لكأس العالم 1990، وما زالت الكرة المصرية تعانى منذ هذا التوقيت من نتائجه، وربما يكون الحل سلمياً منع الحضور الجماهيرى من أجل العقود الإعلانية والرعاة وحقوق البث، وستكون الحجة الخارجة من على لسان الكابتن سمير الذى أعرفه كثيراً أن منتخبنا مقبل على التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2013 والتى سوف تبدأ فى شهر يناير المقبل، ولابد من الاستكمال الجماهيرى، وفى الدول غير القادرة على إقامة المسابقة فقرار الانسحاب أفضل من تصفيات أمم 2013 إلى حين استعادة البلاد عافيتها مرة أخرى، لنعود أبطال إفريقيا كما كنا.