جرس هاتف رئيس تحرير القناة سبب إزعاجًا داخل غرفة "الكنترول روم" بعد أن تركه وخرج.. الجميع منشغل في متابعة الحلقة.. الإعداد يشغل جميع الخطوط بسبب المداخلات التليفونية للبرنامج.. المخرج يصدر تعليماته للمصورين داخل "اللوكيشن".. تذمر بين أغلب الموجودين.. الحلقة مهمة الكلام أخذ مسارًا هجوميًا.. الدنيا بدأت تسخن.. باب الغرفة ينفتح إذ برئيس التحرير يخطف هاتفه يهرول للخارج ناسيًا باب الغرفة.. ما لبس ثوانٍ إلا أن عاد مسرعًا والهاتف ملاصقًا لأذنه.. مرددًا: أوقف الحلقة أوقف الحلقة.. المخرج: إزاي إحنا على الهوا ادخل بفاصل أو مادة إعلانية.. المخرج يعطي أوامره للمذيع نخرج فاصل.. روول مكنة واحد.. المخرج يبلغ رئيس التحرير بالخروج من الحلقة ويسأله عن السبب.. رئيس التحرير: تعليمات الكلام معجبش اللي فوق، الإعداد يشكرهم ومعدش يجبهم تاني. هذا سيناريو ليس من مخيلة عقلي أو مشهد من فيلم سينمائي ولكن حدث بالفعل داخل العديد من القنوات الفضائية سواء مع مقدمي البرامج أو الضيوف، الذين خرجوا عن المعهود أو المتفق عليه بعد سيناريو 30 يونيو، أو هاجموا النظام الحالي متبعين سياسة "قطع السبوبة" أي التضييق عليهم في الظهور الإعلامي، حيث أن أغلب مصادر رزقهم من ذلك الظهور، فيتقاضى مقدمو البرامج أرقامًا قياسية، أما الضيوف أصحاب "التسعيرة المعروفة" التي تتراوح من بين 1000 جنيه إلى 10 آلاف جنيه. "المصريون" ترصد سياسة التضييق وقطع "السبوبة" عن معارضي النظام وركب 30 يونيو من إعلاميين وضيوف ببرامج "التوك شو". بلال فضل.. وسياسة التجويع بلال فضل كاتب سيناريو والقصص والمقالات الساخرة، ومقدم البرنامج السياسي "في الميدان" الذي كان يذاع عبر قناة التحرير سابقًا و"ten" حاليًا. كما تم منع "فضل" من نشر مقالاته بعد مهاجمته النظام الحالي، فضلاً عن منع ظهور مسلسله "أهل الإسكندرية"، ومنع شركات الإنتاج والمخرجين وكذلك الصحف الكبرى التي كانت تتهافت على كتاباته بين الحين والآخر، ولكن بعد سيناريو 30 يونيو تغير الوضع وانقلب رأسًا على عقب، رغم إنه كان من أشد معارضي الرئيس المعزول محمد مرسي. تدوينة تقطع "سبابيب" الأسواني في الإعلام تنبأ الكاتب والأديب "علاء الأسواني" عضو حركة كفاية، بعودة الدولة البوليسية والقمع السياسي بعد 30 يونيو. وهاجم الأسواني الإعلام المصري بقوة في تغريدة له عبر صفحته الشخصية ب "تويتر" قائلا: "عدد كبير من المذيعين الأمنجية في فضائيات الفلول يضعون باروكات شعر مستعار، يخجلون من الصلع ولا يخجلون من الردح والكذب والافتراء والعمالة للأمن". بعدها منع الأسواني من الظهور عبر وسائل الإعلام، واتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه وراء منعه من الظهور في وسائل الإعلام المصرية، قائلا: "السيسي منعني من الإعلام وده شرف ليا وهو عقليته ما تستوعبش أكتر من كده". يسري فودة وطريق الأذى يعرف عن الإعلامي "يسري فودة" انحيازه لحرية الرأي وحقوق الإنسان، وكان يقدم برنامجًا يحظى بمتابعه واسعة "آخر الكلام" ويقدم على شبكة "أون تي في"، والذي أعلن عن إيقاف البرنامج في سبتمبر الماضي، رغم شعبيته الواسعة ليختفي بعد ذلك فودة عن عدسات الكاميرات. واتهم فودة أيضًا، بعد طرح كتابه الجديد "في طريق الأذى.. من معاقل داعش إلى حواضن القاعدة"، الذي يتضمن رحلتين من التحقيقات الاستقصائية، بأنه متعاطف مع تنظيم القاعدة. تامر أبو عرب وقطع العيش هو أحد الكتاب الذي اعترف بسياسة التضييق ضده، لمعارضته النظام الحالي. وكتب أبو عرب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "عدد من ناس كتير في السياسة والإعلام مركزين جدا إزاي يقطعوا عيشي من الأماكن اللي بشتغل فيها أو الأماكن اللي بكون مرشح ليها". وأضاف: "كل يوم وأنا بحط دماغي علي المخدة ببقي مش عارف إيه اللي ممكن يحصل لي بكرة، كل شهر بقبض من شغلي ببقي حاسس إنه آخر قبض، كل مكان اشتغلت فيه اتعرض مسؤولية لضغوط علشان أمشي منه، معظمهم استجاب للضغوط وبعضهم صمد وتمسك". وتابع: "أجهزة سيادية سايبة شغلها المعلوماتي وقاعدة تتفرج علي التليفزيون علشان تسمح للمذيع ده وتمنع المذيع ده، وأجهزة إعلام اتنازلت عن موقعها كند للسلطة واختارت تكون خدامة عندها، هي ضلمت كدة ليه؟". وكشف في تدوينة أخرى: "مش هنسى المقال اللي عملته ضد عصام العريان بعد فوز مرسي ورفضوا ينزلوه في جريدة "مستقلة" كبيرة عشان كانوا خايفين من الإخوان وقتها ونشرته في مكان تاني.. نفس الجريدة دي هي اللي حذرني رئيس تحريرها في مكتبه إني أكتب ضد السيسي تاني وقالي البلد كبيرة اكتب عن الحكومة عن الأحزاب عن المشاكل بس متكتبش السيسي في عنوان مقال تاني، ولما متحذرتش طلب فصلي ومنع مقالاتي في مرحلة لاحقة". هشام الجخ ولعنة "المكالمة" هشام الجخ الشاعر المعاصر صاحب الدواويين الشعرية التي غزة قلوب العالم العربي، والتي أخذته إلى سماء الشهرة والنجومية وفي النهاية أطاحت به. تسببت آخر قصيدة للجخ التي كانت بعنوان "المكالمة" بمنعه من الظهور على الفضائيات المصرية، رغم شهادة العديد أنها من أروع القصائد التي ألقاها بعد الثورة، والتي تتحدث عن معاناة الشعب بعد عزل مرسي، ولكن سياسة التضييق أيضًا اتبعت معه في المنع من الظهور الإعلامي، حيث منع من كتابة مقال في جريدة يومية مستقلة، ومن الظهور في الفضائيات. باسم يوسف.. ولعنة السخرية الإعلامي "باسم يوسف" مقدم برنامج "البرنامج" المذاع على قناة "سي بي سي"، والذي كان يسخر فيه من الحكام وما يحدث في البلاد بشكل كوميدي. بعد 30 يونيو بدأت التشويه على البرنامج أثناء عرضة وقطع البث عنه بشكل ملحوظ، ثم توقف عرض البرنامج نهائيًا في ظروف غامضة، لمعارضته ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسة آن ذاك. وقال باسم يوسف، إنه تعرض لضغوط ليس لديه قدرة على مواجهتها، وقرر وقف البرنامج لأجل غير مسمى، وغادر البلاد منذ فترة. ريم ماجد وحلم المؤنث كما تم منع برنامج ريم ماجد الجديد "جمع مؤنث سالم"، بعد غياب طويل عن قناة "أون تي في"، مبررة الاختفاء بأن سياسة القناة تغيرت ولا تتوافق مع فكرها. دكتور حسن نافعة.. وخسارة الشعب الدكتور "حسن نافعة" أستاذ العلوم السياسية وأبرز المحللين السياسيين، وأول من انتقد طريقة إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن حملة "من أجل شباب مصر" لإسكان الشباب، وعن آخر ما كتب نافعة "انتصر الجيش في المعركة لكن الشعب لم يكسب الحرب". عمرو حمزاوي وشرعية الرئيس أصابت اللعنة السياسة عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عضو مجلس الشعب السابق، بعد الحديث عن شرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأصبح من المطرودين من جنة الإعلام. كما تم التضييق على عدد من الفنانين ومنعهم من المشاركة في أي أعمال درامية أو سينمائية، وعدم تقديم عروض لهم أمثال أحمد عيد وجيهان فاضل وخالد أبو النجا وعمرو واكد والمطرب حمزة نمرة.