حذر عبد العظيم حماد، رئيس تحرير جريدة الأهرام، من التحديات التى يواجهها مستقبل الصحافة القومية فى مصر فى ظل الأوضاع الحالية، التى تمر بها البلاد، خاصة أن تلك القضية ليست ضمن أولويات القضايا المطروحة على الساحة حاليا فى ظل قرب الانتخابات ووضع دستور للبلاد وانتظار انتقال السلطة، خاصة بعد استبقاء مجلس الشورى باعتباره المالك للصحف القومية.. وأكد حماد أن الصحف القومية لا تزال متهمة بأنها تمارس دورها وفقا لمعايير النظام السابق ولا تعبر عن الرأى العام بالقدر الكافى.. جاء ذلك فى الندوة التى نظمها مكتب اليونسكو بالقاهرة بالتعاون مع مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة ومؤسسة الأهرام صباح اليوم، الأحد، حول " الإعلام فى المراحل الانتقالية ومستقبل المؤسسات الإعلامية القومية " وسبل العمل على تعزيز استقلالية التحرير، والتى حضرها عدد من كبار الإعلاميين الأجانب من فرنساوألمانيا وإنجلترا والسويد، من بينهم آلان جريش، رئيس تحرير جريدة "لوموند ديبلوماتيك" ،وفاينر، نائبة رئيس تحرير جريدة الجارديان الإنجليزية. وأكد حماد أن الصحافة المصرية تأثرت بالثورات حيث شهدت المرحلة ما بعد ثورة 52 اختفاء لكثير من الصحف، كما أن الصحف المصرية لم تسلم أيضا فى مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير من الآثار الضارة للحكم الشمولى من متاعب اقتصادية وانخفاض فى عدد القراء، خاصة أن الصحف القومية لم تستطع حشد كل طاقاتها لمواجهة التحديات التى لاحقتها والمنافسات مع الصحف المستقلة والفضائيات.. وأكد أن مستقبل الصحافة القومية حاليا يحكمه قوانين كثيرة ومتعارضة، فالمؤسسات القومية تخضع لقانون الشركات وتحاسب كشركة تكسب وتخسر، وفى الوقت نفسه تعامل على أنها مملوكة ملكية عامة، بالإضافة لخضوعها لقانون النقابة إلى جانب وضعها الدستورى، الذى يصنفها بأنها سلطة رابعة، وتلك القوانين المتعددة تكيف الصحافة القومية على معايير مختلفة. وأشار إلى أن اختفاء صحافة الأقاليم يعد من ضمن المشكلات التى تعانى منها الصحافة المصرية حاليا فلا توجد صحف كبرى بالإسكندرية أو إقليم القناة ،وهى مشكلة كبيرة. من ناحيته قال عبد الفتاح الجبالى، رئيس مجلس إدارة الأهرام ،إن الإعلام المصرى فى تلك المرحلة مطروح عليه وبشدة تساؤلات عديدة أهمها كيف يمكن أن يسهم بشكل ملحوظ فى تطورات الأحداث فى المرحلة القادمة؟ خاصة مع كافة المتغيرات السياسية والإعلامية فى ظل الأوضاع التى تعانى منها الصحف القومية من منافسة شرسة من الصحف الحزبية الجديدة والصحف المستقلة والفضائيات والإعلام الجديد، والذى يمثل خطرًا شديدًا ومنافسًا قويًا إلى جانب المشكلات العديدة التى تعانيها الصحف القومية فى مصر من مشكلات مالية، واقتصادية تحتاج إلى إعادة نظر، خاصة فى ظل الإهدار الذى يحدث فى معظم الموارد المتاحة لتلك المؤسسات.. وما تواجهه من اختلال بين زيادة مستمرة فى الإنفاق لا تقابلها نفس الزيادة فى الإيرادات. وطالب الجبالى بضرورة تفعيل دور مجالس الإدارات والجمعيات العمومية كى تصبح قادرة على المتابعة والمحاسبة أولًا بأول، إلى جانب ضرورة تعديل القوانين المنظمة للعمل الصحفى وتعديل هيكل الأجور. وحذر الجبالى من غياب المسألة والمحاسبية والشفافية، والتى تؤدى لإهدار الموارد وضعف دخول العاملين بالمجال الصحفى، وبالتالى ضعف المهنة، إلى جانب غياب نظام الرقابة الداخلية للمؤسسات الصحفية. بينما قال طارق شوقى، مدير مكتب اليونيسكو بالقاهرة، إن هناك اهتمامًا كبيرًا من المنظمة التى تعد المنظمة الوحيدة التى لديها حرية الرأى وحرية الإعلام والتعددية الإعلامية، والتى تعطى اهتماما ملحوظا بالإعلام المرئى والمقروء، وفى الآونة الأخيرة نلقى الضوء على حرية الإعلام واستقلال الصحافة والصحفيين وحرية الرأى. فيما أكد هلمر بروبرج أن لتلك المرحلة التى تمر بها مصر ظروفها الخاصة، والتى تختلف من كل بلد لآخر والتى تؤهله لتخطيها، وأكد بروبرج أن ألمانيا قد تعرضت لظروف شبيهة عند سقوط جدار برلين وشهدت مرحلة انتقالية إختفت فيها الكثير من الصحف، وتألقت فيها أخرى كصحيفة برلين تسايتونج الألمانية. فيما شهدت الندوة غياب الأستاذ محمد حسنين هيكل، والذى كان من المقرر أن يلقى الكلمة الرئيسية لافتتاحية الندوة، الأمر الذى فرض الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول غيابه رغم التأكيد على حضوره ، وتساءل كارم يحيى الصحفى بالأهرام، عن أسباب منع هيكل من الحضور اليوم وهل للأمر علاقة بالمجلس العسكرى؟ فى حين نفى على الفور الأستاذ محمد صابرين، رئيس الجلسة الافتتاحية للندوة، وجود أى صلة بغياب هيكل بالمجلس العسكرى، كما أبدى يحيى دهشته من الصحف القومية التى لم يتغير حالها حتى بعد الثورة، فالحال كما هو الحال ونفس الأخبار التى لم يكن مصرحا لها أن تنشر من قبل مازالت لا ترى النور الآن وتساءل هل مازالت العلاقة بين الصحف القومية والمجلس العسكرى كما كانت من قبل أيام العهد السابق، متعجبا من الإعلانات الكثيرة التى تنشرها الأهرام للمجلس العسكرى وكأنها دعم يقدمه المجلس للصحف.. كما نقد طريقة تعين المجلس العسكرى لرؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية.