عاد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى القاهرة، مساء اليوم الخميس، فى ختام جولة أفريقية استغرقت يومين، وزار خلالها جنوب السودان واريتريا. ووصل شكري إلى مطار القاهرة الدولي على متن طائرة خاصة قادمة من العاصمة الإريترية أسمرة، وفق ما أفادت به مصادر ملاحية لوكالة "الأناضول"، مفضلة عدم الكشف عن هويتها. كان وزير الخارجية المصري بدأ جولته الأفريقية بزيارة جوبا، عاصمة جنوب السودان، صباح أمس الأربعاء، وهي الزيارة التي أكد خلالها، دعم بلاده لجنوب السودان في "الصراع القائم" مع المعارضة المسلحة. وخلال الزيارة، التقي شكرى رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وناقش معه جملة التحديات التي تواجه جنوب السودان في الصراع الدائر حاليا مع المتمردين"، حسب وزير الخارجية المصري.
وأضاف شكري في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء: "الزيارة كانت فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه جنوب السودان في الصراع القائم، وأكدنا دعم مصر لجنوب السودان".
وفي الخامس من مارس/ آذار الماضي، تأجلت المفاوضات بين أطراف الصراع في جنوب السودان، التي ترعاها الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد"، إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الوصول إلى اتفاق. وحتى اليوم لم يعلن عن موعد الجولة القادمة للمفاوضات.
وعقب ختام زيارته لجوبا، توجه شكري إلى العاصمة الإريترية، أسمرة، مساء الأربعاء، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية مصري إلى إريتريا منذ 20 عاما.
ونقل بيان لوزارة الخارجية المصرية تصريحات لشكري خلال تواجده بإريتريا، قال فيها إنه "التقي مع كل من وزير الخارجية الإرتيري عثمان صالح، ومستشار الرئيس أسياسي أفورقى للشئون السياسية يماني جبر آب".
وأضاف البيان: "قام شكري خلال زيارته لأسمرة بتسليم دعوة مكتوبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الأريتري لزيارة مصر وحضور قمة تجمع التكتلات الاقتصادية الثلاثة المقرر عقدها بشرم الشيخ (شمال شرقي البلاد) فى يونيو/ حزيران المقبل، وتستهدف إقامة منطقة تجارة حرة واسعة فى القارة الافريقية بما يدعم العمل الافريقي المشترك ويضاعف حجم وحركة التجارة البينية الافريقية".
وبحسب البيان، تناول شكري مع المسؤولين الإرتيريين مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، حيث "أكد حرص مصر على استمرار تقديم الدعم للأشقاء فى إريتريا والدول الأفريقية خاصة فى قطاعات الصحة والتعليم والثروة السمكية وبناء القدرات والتدريب والتنمية، فضلا عن عدد من الملفات الإقليمية التي تهم البلدين وفى مقدمتها الأوضاع السياسية والأمنية فى أفريقيا بشكل عام مع التركيز على أمن البحر الأحمر، ومجمل الأوضاع فى القرن الأفريقى، وتطورات الوضع فى اليمن، والجهود الإقليمية لضمان حرية الملاحة، وحركة التجارة الدولية".
وتحتفظ مصر بعلاقات طيبة مع اريتريا، فيما لا يزل هناك توترا في العلاقات قائما بين اريتريا وإثيوبيا، التي وقعت معها مصر وثيقة التفاهم حول سد النهضة.
ويوم 23 مارس/ آذار الماضي، وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ماريام ديسالين خلال قمتهم في الخرطوم وثيقة إعلان المبادئ لسد "النهضة" الإثيوبي. وتنص الوثيقة على 10 مبادئ ألزمت الدول الثلاث أنفسها بها، أبرزها: التعاون، والتنمية والتكامل الإقليمي والاستدامة، وعدم التسبب في ضرر ذي شأن، والاستخدام المنصف والمناسب، ومبدأ التعاون في الملء الأول وإدارة السد، وبناء الثقة، وأمان السد، ومبدأ السيادة ووحدة إقليم الدولة، والتسوية السلمية للمنازعات.