يتوجه سامح شكري، وزير الخارجية، إلى العاصمة الإريترية، عقب انتهاء زيارته من جنوب السودان في وقت لاحق اليوم، حيث يلتقي مع أسياسي أفورقي، رئيس إريتريا، كما يجري مباحثات مع عثمان صالح وزير خارجية إريتريا، حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كافة المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وبحسب مصدر دبلوماسي إريتري فإن زيارة "شكري" لجنوب السودان، ستستمر بضع ساعات، فيما ستكون زيارته إلى أريتريا لمدة يوم ونصف اليوم، بحسب الجدول المقرر. وستكون زيارة شكري إلى أسمرة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية مصري إلى إريتريا منذ 20 عاما، بحسب مصدر إريتري مطلع. وأوضح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، في تصريحات لوكالة "الأناضول" إن للزيارة ثلاثة أهداف، "أولها مناقشة الوضع في اليمن، والتي ترتبط معها اريتريا بحدود بحرية مباشرة، وثانيها هو التنسيق بشأن أمن باب المندب، وذلك لكون إريتريا دولة مؤثرة في أمن المضيق، الذي يهم القاهرة لتأثيره على الملاحة في قناة السويس، وثالثها إرسال رسالة طمأنة لاريتريا بعد التقارب المصري الإثيوبي الأخير". وتحتفظ مصر بعلاقات طيبة مع إريتريا، العدو الإقليمي لإثيوبيا، بعد أن نالت استقلالها عنها، وسيكون وزير الخارجية حريصا خلال الزيارة على التأكيد أن التقارب المصري الأخير مع إثيوبيا بعد توقيع وثيقة التفاهم حول سد النهضة لن ينال من العلاقة مع إريتريا، بحسب المصدر الإريتري المطلع. ويوم 23 مارس الماضي، وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ماريام ديسالين خلال قمتهم في الخرطوم وثيقة إعلان المبادئ لسد "النهضة" الإثيوبي، والتي قيل وقتها إنها وثيقة اعتراف مصر رسميًا ببناء سد النهضة، مما يعد فشلًا في إدارة الملف. وتنص الوثيقة على 10 مبادئ ألزمت الدول الثلاث أنفسها بها، أبرزها: التعاون، والتنمية والتكامل الإقليمي والاستدامة، وعدم التسبب في ضرر ذي شأن، والاستخدام المنصف والمناسب، ومبدأ التعاون في الملء الأول وإدارة السد، وبناء الثقة، وأمان السد، ومبدأ السيادة ووحدة إقليم الدولة، والتسوية السلمية للمنازعات.