حذر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" من الانجرار نحو الطائفية والاقتتال المذهبي الذي يروج له النظام السوري، داعيًا إلى وحدة الكلمة والصف وإلى ضرورة الوحدة الوطنية. جاء ذلك خلال استقباله لوفد "المجلس الوطني السوري"- الهيئة السياسية للمعارضة السورية- يتقدمهم الدكتور برهان غليون رئيس المجلس، والدكتور نبراس الفاضل، والمهندس ياسين النجار عضوا المجلس الوطني، وبصحبتهم الشيخ مصطفى الصيرفي عضو المجلس العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ مجد مكي عضو أمانة رابطة العلماء السوريين. وأعرب القرضاوي عن تعجبه من مواقف بعض العلماء في سوريا، الذين "يؤيدون نظام القتل والإرهاب، ويدعمون الظلم والعدوان، ويقفون ضد أمة لصالح شخص، ويقرون قتل شعب لبقاء فرد"، واعتبر أن مثل هذه المواقف "إما فتنة مضللة، أو أنها خيانة للشعب وغدر للأمة". وانتقد مواقف بعض الدول المؤيدة للنظام، وبعض مرجعيات دول الجوار التي تشيع أجواء الخوف من حرب أهلية، علما بأن الشعب السوري يعيش في تآلف وترابط. وتمنى من الدول العربية شعوبا وحكومات أن تقف مع الشعب السوري في ثورته، للوصول إلى مطالبه العادلة والمشروعة، وأعرب عن ثقته بأنها "ستصل إن شاء الله، ويومئذ يفرح المؤمنون، ويخنس ويتوارى المبطلون، كما تواروا بعد نجاح الثورات السابقة". من جانبه، تحدث الدكتور برهان غليون رئيس المجلس عن نشاطاته ما يقوم به من زيارات ونشاطات للحصول على تأييد عربي وعالمي. كما تحدث عن مطالب المجلس من الجامعة العربية بضرورة إيقاف آلة القتل اليومي، وعودة الجيش إلى ثكناته، والإفراج عن كل المعتقلين، وأن يتم التفاوض بعد ذلك في آلية نقل السلطة بطريقة ديمقراطية. وختم القرضاوي اللقاء بوصية ودعاء للمجلس الوطني والشعب السوري الباسل، بأن يتخلص من الظلم الجاثم على صدره بتسلط الأسرة الواحدة منذ أكثر من أربعين سنة. فيما تقدم الوفد بالشكر للقرضاوي على مواقفه الشجاعة في تأييد ثورات الربيع العربي، ووقفته الباسلة مع الشعب السوري.