مشاورات مكثفة للدعوة لانتخابات مجلس شورى جديد لحسم الصراع مع جبهة المعارضة استمرت تداعيات إعلان بدر مخلوف، القيادي ب "الجماعة الإسلامية"، الانسحاب من "التحالف الوطني لدعم الشرعية" ودعوته قيادة الجماعة لتحذو حذوه، في ظل الغموض الذي يكتنف إمكانية عقد جمعية عمومية لحسم الاستمرار في عضوية التحالف من عدمه، وفي ضوء تباين الموقف ما بين مؤيد للاستمرار وبين داعم للانسحاب وراغب في الانخراط في تكتل ثوري أوسع يضم كل القوى المؤيدة لأهداف ثورة 25يناير. فيما يسود الغموض موعد الجمعية العمومية للجماعة ومكان انعقادها، في ظل التعقيدات الأمنية، حيث طرح البعض إمكانية الاكتفاء بتصويت إليكتروني على مسألة الاستمرار في التحالف من عدمه، لاسيما أن الملاحقات الأمنية قد تحول دون عقد عمومية عامة أو تقسم الجمهورية إلى 3جمعيات كما جرى في السابق، وتجميع الأصوات قبل اتخاذ قرار حاسم. وسيتضمن التصويت ثلاثة خيارات، منها "الانسحاب أو تجميد العضوية أو الاستمرار أو الانضمام لجبهة موسعة للقوى الثورية، كما دعا الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية"، في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي. يأتي هذا في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن مقترحات يتداولها أعضاء مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" عن إمكانية عقد انتخابات عامة لمجلس الشورى في ظل انتهاء ولاية المجلس الحالي الذي تم انتخابه عام 2011 لمدة عامين، وجرى التمديد له لمدة عامين تنتهي في مايو المقبل. ويدعم هذا التوجه عدد من رموز مجلس الشورى لهذه الخيارات، وذلك لسحب الذرائع من يد جبهة المعارضة التي تتحدث عن انتهاء ولاية مجلس الشورى وانتفاء شرعيته. في الوقت الذي يراهن فيه عدد من أعضاء المجلس على إمكانية الدعوة لانتخابات عامة انطلاقًا من سيطرة أنصار الدكتور عصام دربالة وحليفه الدكتور صفوت عبدالغني، على الجمعية العمومية التي سيكون منوطًا بها انتخاب المجلس الجديد، لاسيما أن أغلب أعضائها من الناقمين على تيار الشيخ كرم زهدي، والدكتور ناجح إبراهيم وفؤاد الدواليبي، وبالتالي لن تسهم هذه الجمعية حال عقدها في حدوث أي تغييرات داخل مجلس الشورى. وكشفت مصادر عن اتفاق عدد من رموز مجلس الشورى على ضرورة ترتيب الأوضاع داخل الجماعة قبل الدعوة لانتخابات عامة داخل الجماعة والتحرك في كثير من المسارات بين أعضاء الجماعة بالمحافظات لإقناعهم بسلامة موقف مجلس الشورى الحالي والتزامه بالسلمية وعدم وجود مواجهة حتى الآن بينه وبين مؤسسات الدولة. ودلل على ذلك بعدم صدور أحكام مغلظة ضد أعضاء الجماعة وقادتها والتأكيد على أنه لا يوجد خيار آخر سوى الاستمرار في التحالف، نظرًا لانسداد الأفق السياسي الحالي واشتعال الحرب على الإسلام، خصوصًا بعد الحملة على ثوابت الدين وإحراق كتب التراث. من جهته، قال الشيخ جمال شمردل، القيادي بالجماعة وأميرها ببني سويف، إن مجلس الشورى لم يجتمع حتى الآن لتحديد أعمال العمومية القادمة، لافتًا إلى أن الحديث عن إجراء انتخابات عامة داخل الجماعة سابق لأوانه وستحدده العمومية الطارئة، كما ستحدد الموقف من الاستمرار في عضوية التحالف من عدمه. وكشفت مصادر مطلعة داخل الجماعة عن وجود محاولات لتضييق الهوة بين مجلس الشورى و"جبهة إصلاح الجماعة"، التي يقودها الشيخ فؤاد الدواليبي، أحد القيادات التاريخية بالجماعة، في ظل دخول وسطاء من كبار رموز الجماعة لتسوية الخلافات، حيث طرحوا إمكانية الدعوة لانتخابات عامة داخل الجماعة وأن يفوض الأمر للجمعية العمومية لانتخاب مجلس شورى جديد. إلا أن هذا المقترح قوبل برفض من الجبهة التي طرحت عودة الشيخ كرم زهدي لرئاسة مجلس الشورى لفترة انتقالية تجرى خلالها الانتخابات وهو المقترح الذي رفض بالإجماع من قبل أعضاء المجلس الحالي. من جانبه، نفى سمير العركي، القيادي بالجماعة، ما تردد في هذا الصدد، قائلاً إن "أمر عودة الشيخ كرم زهدي لرئاسة مجلس شورى الجماعة، لم يطرح من قريب أو بعيد"، مشيرًا إلى "عدم الحاجة لفترة انتقالية داخل الجماعة في ظل وجود مجلس شورى منتخب يدير الجماعة". وأضاف أن "كل ما يتردد عن إجراء انتخابات لمجلس الشورى أو مصالحة داخل الجماعة أو الانسحاب من تحالف دعم الشرعية، أو الانضمام لجبهة موسعة مجرد اجتهادات لن تحسم إلا داخل الجمعية العمومية التي سيكون منوطًا بها تحديد جميع خيارات الجماعة خلال المرحلة القادمة".