نعرف أنها المرة الأولي في تاريخ حياتنا السياسية التي تخوض فيها الأحزاب الانتخابات البرلمانية منفردة,فلايوجد حزب سلطة حاكم يمنع ويمنح,كما أن قبضة الأمن لن تكون موجودة كما السابق,بعبارة أخري فإن كل حزب سوف يحصل علي ما يستحقه من أصوات الناخبين كما سيظهر الوزن السياسي الحقيقي لكل القوي والتيارات في الشارع. المقدمة السابقة تقودنا للحديث عن التحالفات الحزبية التي ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية بهدف التنسيق قبل خوض الانتخابات البرلمانية القادمة,تلك التحالفات تستدعي التوقف أمامها علي النحو التالي: 1-هذه التحالفات تخضع للتقلب والتغيير بسبب طبيعة الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر حاليا ومن ثم فلا يمكن التنبؤ باستمرار بقاء تحالف ما حتي الانتخابات كما شهدت غالبية التحالفات انقساما..ربما ستعود ثانية حسب المتغيرات السياسية علي أرض الواقع. 2-قامت هذه التحالفات علي أساس استقطاب ديني يقابله استقطاب علماني فوجدنا التحالف الديمقراطي الذي ضم أحزابا ذات مرجعية الدينية مثل الإخوان والنور مقابل تحالف الكتلة المصرية الذي ضم حزب المصريين الأحرار والتحالف الاشتراكي. 3-جمعت التحالفات بين قوي سياسية تحمل اختلافات أيديولوجية عميقة فتحالف الوفد الليبرالي مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان كما رأينا حزب رجال الأعمال (المصريين الأحرار) يتحالف مع أحزاب ذات مرجعية اشتراكية كالتحالف الشعبي,فكان لطبيعة الاختلافات الأيدلوجية حدوث انقسامات. 4-لأن الشيطان يكمن في التفاصيل لذا عندما جد الجد ودخلت الأحزاب الي مرحلة القنص وتقسيم الغنائم (مرحلة توزيع المقاعد) صرخ كل حزب معلنا أنه الأقوي في الشارع وأن حصته في الفردي لابد أن تكون كبيرة وأن يكون مرشحيه علي رأس القوائم..فانفرط العقد الهش بين تلك الأحزاب المتحالفة 5-المفارقة الأبرز هو تراجع جماعة الإخوان عما أعلنته سابقا بأنها ستنافس علي 40% فقط من المقاعد,لكن تلك النسبة ارتفعت الي 70% وربما ينتهي المهرجان ونجد مرشحي الإخوان في كل الدوائر..وفي هذا السياق سعي الوفد الليبرالي لضم بعض عناصر النظام السابق علي قوائمه والمعروفة إعلاميا باسم الفلول ليصبح شعار كل القوي (اللي تكسب به العب به ) ولا عزاء للشعارات. ظني أن المشهد الانتخابي ورغم كل تلك الملاحظات لم يصل للذروة بعد فلا نعرف إلي أين سينتهي صراع القوائم وكذلك كيفية تسيير العملية الانتخابية ومدي توافر الأمن والأمان لإنجازها,نتوقع ألا تقع عمليات تزوير بأيدي حكومية لكن العصبيات العائلية والقبلية سيكون لها حديثا آخر..وربما تكون نتيجة الانتخابات مفاجأة للجميع وهنا لا أميل إلي الاقتناع بتحليلات تري أن نصف البرلمان القادم سيذهب للتيارات الدينية ومايقرب من الربع سيكون للوفد والأحزاب الجديدة والباقي للفلول. تقديري أن الشارع المصري بناخبيه سيكون له رأيا آخر قد يقلب الموازين..وربما عاد نواب كثر من الحزب الوطني المنحل خاصة في الريف والصعيد بحكم معرفة المواطن في تلك الأماكن لهم عن قرب كما أنهم يقدمون له الخدمات حتي لو حقق بعضهم مكاسب مادية فاسدة..ربما كانت عودة بعض القيادات الجامعية المحسوبة علي الحزب الوطني ثانية إلي مناصبهم عن طريق الانتخاب ماقد يدعم وجهة نظرنا..فهل سنقول بعد إعلان نتيجة الانتخابات القادمة:مرحبا بالفلول..الإجابة عند الناخب ولا تصدق نجوم التوك شو. [email protected]