اتهمت منظمة "مراسلون بلا حدود" شركة "ياهوو" إحدى أكبر الشركات المزودة بالخدمات على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" بأنها قدمت الى السلطات الصينية معلومات أفضت إلى سجن الكاتب والمنشق الصيني "لي جي" لمدة ثمانى سنوات. ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الخميس عن المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها القول إن شركة ياهوو تعاونت مع الشرطة الصينية بتزويدها بتفاصيل ومعلومات حول تعليقات نشرها الكاتب "لي جي" على الإنترنت تنتقد الفساد الرسمي في الصين الأمر الذي ساهم في اعتقاله والحكم عليه بالسجن ثمانى سنوات خلال عام 2003. وطالبت المنظمة، المدافعة عن حقوق الصحفيين في العالم، الشركة بالكشف عن أسماء جميع الكتاب الذين قدمت تفاصيل حول هوياتهم للسلطات الصينية. من جانبها، قالت المتحدثة بإسم الشركة إن المسؤولين في الشركة يبحثون حالياً صحة هذه الاتهامات وما تردد حولها. وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" قد حملت العام الماضي شركة "ياهوو" المسؤولية عن سجن الصحفي الصيني شي تاي الذي يعمل كبير مراسلي إحدى الصحف السنغافورية بمنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة حيث اتهمتها بأنها زودت السلطات الصينية بتفاصيل كاملة لفحوى الرسائل الإلكترونية التي كان يبعث بها ذلك الصحفي إلى مواقع أجنبية عالمية عبر موقع "ياهوو" على شبكة الإنترنت تتناول بعضها المخاطر الأمنية المحيطة بالذكرى الخامسة عشرة لمذبحة تيان آن مين "4 يونيو 1989". وقد أصدرت السلطات الصينية حكما ضد الصحفي شي تاي خلال شهر إبريل الماضي بالسجن لمدة عشرة أعوام بتهمة تسريب أسرار الدولة العليا إلى الخارج، علما بأن عبارة "أسرار الدولة العليا" تتسع لتشمل كل ما من شأنه التأثير على أمن الدولة ومصالحها بما في ذلك الأخبار السياسية حيث يبقى الأمر مرهونا بتقدير السلطات الأمنية. يشار إلى أن الحكومة الصينية تفرض قوانين صارمة على استخدام مواقع شبكة المعلومات الدولية، وتحظر الدخول على مواقع بعينها ترى أنها تشكل تهديدا على أمنه