تنتاب الأوساط السياسية في إسرائيل، مخاوف من نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر المقررة مرحلتها الأولى في 28 نوفمبر، في ظل التوقعات بأن يكون الإسلاميون هم الفائز الأكبر في أول انتخابات تجرى في مصر بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك في 11 فبراير الماضي تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية. فبعد أن عبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأحد أعضاء حكومته مؤخرًا عن مخاوف من فوز الإسلاميين في الانتخابات المرتقبة، أبدى السفير الإسرائيلي الحالي لدى مصر إسحاق ليفانون واثنان من أسلافه قلقهم من ذلك، ما يمكن اعتباره بمثابة كابوس تخشى إسرائيل من أن تستيقظ عليه خلال الشهور القادمة، محذرين من التوتر الذي سيلحق بالعلاقات مع مصر جراء ذلك. وقال ليفانون الذي غادر مصر في أعقاب اقتحام المتظاهرين المصريين مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في التاسع من سبتمبر لموقع "واللاه" الإخباري الإسرائيلي، إن "القاهرة تمر بمرحلة صعبة بعد سقوط مبارك فكل شئ تغير في القاهرة ولابد من منحها الوقت كي تستقر سياسيا وداخليا وعلينا الانتظار بحذر خلال الأشهر المقبلة التي ستشهد إجراء الانتخابات ووقتها يمكننا معرفة كيف تسير الأمور في مصر". وأضاف إنه من المأمول بعد الدور الذي لعبته القاهرة في التوصل لاتفاق تبادل الأسرى مع حركة "حماس" الذي سيتم بموجبه إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عودة العلاقات بين الجانبين إلى الحالة التي كانت عليها قبل اقتحام المتظاهرين لمبنى السفارة لكن الخوف من الانتخابات التي تجرى في مصر قريبًا. وأوضح ليفانون أن حادث الاقتحام كان صعبا وخطيرا، وقال إنه بالرغم من عدم تواجده بالقاهرة فإن مستوى العلاقات بين الجانبين لم يمس فيما يتعلق بالتمثيل الدبلوماسي، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان أبلغاه أن عودته للقاهرة ستتم بأسرع ما يمكن. وذكر أن هناك عددًا من الشروط الأساسية لابد من توفرها حتى يعود إلى القاهرة لمباشرة مهامه، قائلا: "أنا مستعد للعودة، لكنني انتظر تحقق شروط موضوعية من بينها حمايتي وحماية الطاقم الدبلوماسي العامل معي، نحن نعمل على هذا طوال الوقت". من جانبه، وصف تسيبي مازائيل السفير الأسبق بمصر العلاقات بين إسرائيل ومصر بأنها "معقدة جدا في الوقت الراهن"، مشيرا إلى أن "القاهرة تدرك الآن أن المس بالسلام سيصيب العلاقات مع تل أبيب وواشنطن وهي العلاقات التي لها أهمية قصوى في سياسة مصر الخارجية". وحذر من أن "الشارع المصري الذي من المتوقع أن يعطي صوته في الانتخابات القريبة سيستمر في عدائه لإسرائيل، العداء الذي ازداد بعد اشتداد التيار الإسلامي والقوى المعادية لإسرائيل"، وأعرب عن اعتقاده بأنه "مع الانتخابات القادمة ستتوتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب"، مرجعا ذلك إلى أن الانتخابات ستشهد خلافات في الرأي صعبة جدا، وستجد إسرائيل نفسها فيها. وفي الوقت الذي يصف فيه مازائيل مصر بأنه ليس لها لديها ميراث ديمقراطي ليبرالي وأنه كان هناك فساد كبير في عهد مبارك يرى أن "الإخوان المسلمين سيكونون هم الرابح الآن بسبب البنية التحتية السياسية التي نجحوا في إرسائها على مدار سنوات بتقديم خدمات للجماهير". من جهته، حذر إيلي شاكيد السفير الأسبق من تداعيات الانتخابات المقبلة في مصر على العلاقات مع إسرائيل، قائلا إنه "إذا أصبح الإخوان المسلمون أغلبية بالبرلمان المصري فستكون تلك إشكالية لإسرائيل ولمصالح مصر في الحلبة الدولية"، على حد قوله.