قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد إن بلاده "تخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب". وأضاف الصيد، خلال جلسة حوار للحكومة أمام نواب الشعب (البرلمان)، أن "تونس تخوض حرباً طويلة مع الإرهاب تتطلب طول النفس، والتضحية المستمرة، والجاهزية الدائمة، والوحدة الوطنية المقدسة، والوقوف صفاً واحداً وراء المؤسستين الأمنية والعسكرية". وأشار الصيد إلى مضي حكومته في "جهود مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة لذلك، ومواصلتها العمل على تجفيف منابع الإرهاب، واسترجاع كافة الجوامع والمساجد التي بقيت دون سيطرة الدولة، علاوة على غلق المساجد التي بنيت بطريقة فوضوية ودون ترخيص في انتظار تسوية وضعياتها القانونية". ولفت رئيس الحكومة التونسية إلى أن "العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو (الشهر الماضي) تبين ما يواجهه وطننا من أخطار جمة بهدف زعزعة أمنه واستقراره وبث الفوضى". وفي هذا الصدد، قال إن تلك العملية "لن تنال من عزمنا على القضاء على الإرهاب، إلى جانب خوض معركة البناء والتنمية والتقدم". من جهة أخرى، تحدث الصيد عن أن حكومته ستعمل خلال هذه الفترة على "إتمام المرحلة الأولى من خطة تدعيم المنظومة الدفاعية بين رأس جدير والذهيبة (جنوب شرقي البلاد) بما يدعم القدرات العملياتية لوحدات الجيش في مجال مقاومة الإرهاب وحماية الحدود مع ليبيا". وبين أنه "تمت المبادرة بإقرار دعم حماية المناطق السياحية في كل أنحاء البلاد، وتوسيع النسيج الأمني ليشمل كافة المؤسسات العمومية والمناطق الحساسة، وإحكام مراقبة نقاط دخول المدن والخروج منها، بلإضافة إلى تشديد المراقبة على الشريط الحدودي مع ليبيا بحواجز مادية، والاستعداد لمواجهة تطورات الوضع مع ليبيا وتداعياته الإنسانية." وأعلنت الداخلية التونسية، أمس الخميس، إيقاف 311 عنصرًا "إرهابيًا"، قالت إنه "ثبت تورطهم في قضايا إرهابية خلال الفترة الممتدة بين 19 مارس/آذار الماضي و1 أبريل/نيسان الجاري". وقبل أسبوعين، شهد المتحف الوطني بباردو، غربي العاصمة تونس هجوماً "إرهابياً" أدّى إلى مقتل 24 شخصاً من بينهم 21 سائحاً من جنسيات مختلفة. وتواجه تونس هجمات وأعمال عنف منذ مايو/ آيار 2011، ارتفعت وتيرتها عامي 2013 و2014، وتركزت في المناطق الغربية المحاذية للحدود الجزائرية، وخاصة في جبل "الشعانبي" بمحافظة القصرين (غرب).