حث الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، اليوم الخميس، مواطنيه على التزام الهدوء، بينما تحاول قوات الأمن إنهاء أزمة احتجاز الرهائن المستمرة منذ ساعات عقب الهجوم الذي شنه مسلحو حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية، على جامعة في بلدة شمال شرقي البلاد. وفي بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، قال كينياتا "يحزنني أن أبلغ الأمة، أنه في وقت مبكر اليوم، هاجم إرهابيون (لم يحدد هويتهم) جامعة غاريسا، وقتلوا وجرحوا العديد من الأشخاص، وأخذوا آخرين رهائن"، دون أن يذكر تفاصيل إضافية حول أعدادهم. ووفقا للصليب الأحمر الكيني، ارتفع عدد ضحايا الهجوم المسلح الذي نفذته حركة "الشباب"، فجر اليوم، على جامعة في بلدة غاريسا، الحدودية شمال شرقي كينيا، إلى 16 قتيلاً على الأقل، و65 مصاباً. وأضاف الرئيس: "التفاصيل الكاملة بشأن الخسائر البشرية سوف يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب" دون ذكر مزيد من التفاصيل. ومنذ ظهر يوم الخميس، بدأت أزمة احتجاز الرهائن في الهجوم الذي أعلنت حركة "الشباب" المتشددة مسؤوليتها عنه. من جانبه، قال وزير الداخلية الكيني، جوزيف نكايسيري، إن 615 طالبا على الأقل ما زالوا في عداد المفقودين، بينما تم تحديد مصير 218 طالبا فقط حتى الآن، دون أن يذكر تفاصيل عن إجمالي عدد الطلاب. وأشار الرئيس إلى أن حكومته حققت "نشر المناسبة على المنطقة المصابة وعلى علم تام بالوضع". وتابع: "أحث الكينيين على التزام الهدوء ونحن نحل هذه الأزمة، وتزويد السلطات بأي معلومات قد تكون لديهم تتعلق بأي تهديدات لأمننا". ومضى قائلا: "هذه لحظة ينبغي أن يكون فيها الجميع في أنحاء البلاد يقظين، ونحن نواصل مواجهة وهزيمة أعدائنا". وأمر المفتش العام الشرطة باتخاذ خطوات لضمان التعجيل بنقل 10 آلاف من مجندي الشرطة -الذين ما زالت عملية تسجيلهم معلقة- إلى كلية الشرطة الكينية في كيجانجو للتدريب. واختتم بالقول: "لقد عانينا دون مبرر بسبب نقص عناصر الأمن، وكينيا في حاجة ماسة لشرطيين إضافيين. وأنا لن أبقى الأمة تنتظر". وأثناء الهجوم، هرع الطلاب الذين أنقذتهم قوات الجيش والشرطة الكينية إلى معسكر تابع للجيش من أجل إحصاء عددهم. ومن المحتمل أن بعض الطلاب ما زالوا محتجزين كرهائن أو يختبئون في مقر السكن الجامعي، أو كانوا ببساطة غير موجودة أثناء عملية الإحصاء، لكن العدد الدقيق للأشخاص المتواجدين في الحرم الجامعي في وقت الهجوم لا يزال غير واضح. وكانت الشرطة الكينية، قالت في بيان لها تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن "المهاجمين اقتحموا الجامعة عن طريق إطلاق النار على حراس البوابة الرئيسية في الساعة 05:30 بالتوقيت المحلي (02.30 تغ)، ومن ثم أطلقوا النار بشكل عشوائي في جميع أنحاء الحرم الجامعي"، مشيرة إلى أنها تحاصر المسلحين داخل الجامعة. وفيما لم تذكر الشرطة أعداد المهاجمين، قال أحد الطلبة الذين تمكنوا من الهروب، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إنهم "5 مسلحين"، دون أن يعطي رقماً محدداً للطلبة الذي هربوا. من جهتها، أعلنت حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية المتشددة، على لسان متحدث باسمها، مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي قالت إنه ما زال مستمر حتى الساعة 16.15 تغ. وذكر المتحدث باسم "الشباب" أن مسلحي الحركة أفرجوا عن الطلاب المسلمين، فيما أبقوا على غير المسلمين، دون أن يعطي رقماً لكل منهما. وتقع "غاريسا" على بعد 200 كلم من الحدود الصومالية، وكانت قد تعرضت في الماضي لهجمات نفذتها حركة "الشباب المجاهدين".