اندلعت شرارة الحرب بين الدول العربية بقيادة السعودية وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، بعد توجيه ضربات عسكرية جوية في إطار ما تعرف "بعاصفة الحزم"، لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. ويقول خبراء إن العملية العسكرية تهدف في الأساس إلى إحباط مخطط إيراني يهدف إلى تقسيم الدول العربية وإضعافها، لإعادة الهيمنة الفارسية على المنطقة، وهو ما ظهر على لسان وزير الخارجية الأمريكي عندما هنأ إيران بعيد النيروز من أسيا إلى الخليج الفارسي. وشددوا على ضرورة أن تتخذ لقاء القمة المقرر انعقاده بعد غد السبت, قرارًا بتكوين قوة عربية دائمة للتصدى للتهديدات الإيرانية فى المنطقة ولا تكتفى بتوجيه ضربات وقتية فى اليمن، محذرين من أن الخطر الإيرانى سيمتد من خلال دول أخري. فيما يرى آخرون أن هناك عدة محددات دولية وسياسية قد تمنع إقامة تحالفات دولية إلا بموافقة مجلس الأمن الدولى، والذى لن يوافق على إنشاء تجمع عربى فى ظل استمرار الصراع العربى الإسرائيلي, بالإضافة إلى تحقيق المصالح الاستعمارية للدول الأوربية فى المنطقة, كما أن غالبية الدول العربية لا تمتلك جيوشًا نظامية وغير قادرة على تحقيق توافق فى المواقف تجاه القضايا العربية. وقال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن "التهديدات الشيعية للمنطقة العربية وصلت مرحلة خطيرة، لا سيما بعد سيطرة الحوثيين على مناطق كبيرة فى اليمن بالقرب من الحدود السعودية ومضيق باب المندب الذى يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومى المصري، مما يوجب وجود رد فعل مصرى خليجى عن طريق إنشاء قوة عربية دائمة لوقف الخطر الإيرانى عن المنطقة العربية". وأضاف، "ما يحدث فى اليمن هو عبارة عن مخطط أمريكى بالتوافق مع إيران لمحاولة تفتيت شبة الجزيرة العربية، من خلال الجماعات المسلحة ك"أنصار الشريعة" فى ليبيا، و"الحوثيون" فى اليمن". ووصف دعم الولاياتالمتحدة للضربة العسكرية الحالية لليمن بأنه "موقف مخادع لا سيما فى ظل محاولات التقارب التى تسعى إليها مع إيران والتى تعتبر مصدر الخطر فى المنطقة". وحذر مسلم من أن "الوضع شديد الخطورة خصوصًا بعد سيطرة الحوثيين ناحية البحر الأحمر"، مشيرًا إلى أن "توجيه المملكة العربية السعودية لضربات جوية هو حق أصيل لها من أجل الحفاظ على أمنها القومي، ومصر أيضًا لن تسمح بوجود تهديدات بإغلاق مضيق باب المندب". وقال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن "المواثيق الدولية التى أقرتها أقدم تجمع إقليمى دولى وهو مجلس الأمن يمنع إنشاء أى كيان إقليمى دون موافقته عليه". وأضاف، "الدول العربية من الممكن أن تواجه بعدم موافقة مجلس الأمن إنشاء التجمع العربي، فى ظل استمرار قضية الصراع العربى الإسرائيلى فى المنطقة, لا سيما أن إسرائيل تعد الابن المدلل والشريك الرئيسى للولايات المتحدة ولن تسمح باقى الدول الأوروبية بذلك، خاصة أن من مصلحتها إضعاف القوى العربية لتحقيق مصالحها فى الشرق الأوسط والمنطقة ككل". وأوضح، أنه "فى حال السماح بهذا الأمر سيكون فى إطار تجمع ضعيف سيتم تسليحه بمعدات بدائية خفيفة لا تتعدى التسليح الشخصى وسيتم استغلال هذا التجمع فى وأد ثورات الشعوب العربية من أجل تحقيق مصالح شخصية للحكام"، لافتًا إلى أنه "سيكون سلاحًا معاكسًا للعرب يستخدمه الغرب لفرض سيطرته بشكل أقوى وأكبر". من جانبه، قال اللواء زكريا حسين الخبير العسكري، إن ليبيا واليمن والسعودية وقطر والبحرين والإمارات والكويت لا يمتلكون جيشًا نظاميًا، بالإضافة إلى انهيار الجيش العراقى بعد الغزو الأمريكى ثم تبعه بعد ذلك الجيش السورى الذى أصبح الآن عبارة عن مجموعات متفرقة. وأشار إلى أن هناك صعوبة ستواجه الدول العربية فى السعى نحو تكوين جيش عربى موحد، وذلك لأن غالبية الدول العربية لا يوجد لديها جيش نظامى عسكري، وهناك اختلاف فى الرؤى تجاه حسم القضايا العربية. ولفت إلى أن الدول العربية يمكن أن تكون ما يسمى بقوة عربية دائمة, وهى تختلف عن مفهوم الجيش العربي, وتتضمن مشاركة عدد محدود من الدول العربية التى تعانى من تأثرها بالإرهاب لا سيما الخليجية منها, بشرط أن تكون تحت مظلة الجامعة العربية بعد توافر عدة متطلبات أهمها وجود قيادة مشتركة, وحجم قوات متساو بين الدول المشاركة مع ضرورة وجود تخطيط دقيق ومحكم وتحديد مدة معينة يتم فيها تدريب هذه القوى المشتركة . وشدد على أن المجتمع الدولى ينادى بمحاربة الإرهاب مما يسهل فكرة إنشاء قوى عربية موحدة لا سيما وأنها ستكون فى مواجهة داعش وتنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى التى تعمل القوى الدولية على محاربتها فى المنطقة. ويرى اللواء محمد الغباشى الخبير العسكري, أن هناك مؤامرة دولية من الولاياتالمتحدةوإيران فى المنطقة ظهرت ملامحها من خلال التحركات الحالية من الحوثيين فى شمال اليمن وفى الجنوب وسعيهم للسيطرة على مضيق باب المندب. وأشار إلى أن إيران تقف خلف كل التوترات الحادثة فى الشرق الأوسط لإضعاف دول المنطقة وتحديدًا مصر من خلال إنهاكها بإشعال حدودها.