أصيب متظاهرون، (لم يعرف عددهم على الفور)، اليوم الثلاثاء، جراء إطلاق مسلحين من جماعة أنصار الله (الحوثي)، الرصاص الحي على تظاهرة رافضة لتواجدهم في محافظة تعز وسط اليمن، حسب شهود عيان. وأفاد شهود العيان أن مسلحين حوثيين أطلقوا الرصاص الحي، باتجاه تظاهرة خرجت لرفض تواجدهم في مدينة تعز عاصمة المحافظة، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بينهم طفل أصيب في عنقه، وشاب آخر أصيب في ظهره، دون ذكر عدد محدد للجرحى بشكل كامل. وبحسب الشهود، تحركت مسيرات من شارع "جمال" وسط مدينة تعز، وجابت شوارع أخرى قبل أن تلتحق بالمعتصمين الرافضين لتواجد مسلحي الحوثي قرب مقر قوات الأمن الخاصة في المدينة (يسيطر عليه الحوثيون). وردد المشاركون في المسيرات هتافات، من بينها: "يا تعز عليّ رأسك نحن شبابك وحراسك، يا حوثي ارحل ارحل". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات اليمنية في المحافظة أو من قبل جماعة "الحوثي" بشأن ما ذكره الشهود. وكان المتظاهرون، قد أعلنوا مساء أمس في بيان لهم عن خطة لتصعيد الاحتجاج السلمي بالمحافظة، تشمل في بدايتها توسيع رقعة الاعتصام أمام بوابة معسكر قوات الأمن الخاصة لتشمل مساحة كبيرة. وأعلن البيان عن تصعيد سلمي من نوع آخر سيبدأ بتنفيذه، اليوم الثلاثاء، يتضمن عمل طوق ناري بواسطة حرق الإطارات، لمنع أي تقدم لمسلحي الحوثي بزي الأمن تجاه المتظاهرين. وكان متظاهرون بدأوا اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر قوات الأمن الخاصة، أمس الأول السبت، ونصبوا مخيما كبيراً بعد يوم من دخول قوات حوثية المعسكر، وهو ما يرفضه المحتجون. وأمس الأول الأحد، أفاد شهود عيان بأن متظاهراً يدعى بليغ بجاش قتل، وأصيب 10 آخرون برصاص حي من قبل مسلحي الحوثي، الذين يرتدون زي الأمن وتم نقلهم إلى مستشفيات في المدينة، كما تعرض عشرات أخرون لإصابات بحالات إغماء بسبب إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع قرب مقر قوات الأمن الخاصة في مدينة تعز، التي تحمل اسم المحافظة. والجمعة الماضي، أفاد شهود عيان ومصدر أمني أن قوات موالية لجماعة "الحوثي" تتألف من 20 عربة عسكرية وناقلات جند إضافة إلى سيارتين تحملان مسلحين، دخلوا محافظة تعز دون مقاومة، واستقروا في مقر القوات الخاصة. ومطلع الأسبوع الجاري، واصل الحوثيون، حشد قوات عسكرية ومسلحين إلى محافظة تعز، التي تشرف جغرافيا على مضيق باب المندب، وتشكل خاصرة للمحافظات الجنوبية، حيث حل الرئيس عبد ربه منصور هادي في 21 فبراير/ شباط الماضي. ويتخوف مراقبون من خطورة نقل الحوثي قواته إلى محافظة تعز، التي أعلنت عاصمة ثقافية لليمن عام 2013، ويرون أن التحالف الثنائي بين الرئيس السابق، على عبد الله صالح، والحوثيين، يهدف لجعل المحافظة المشرفة على باب المندب، منصة لاجتياح عسكري مرتقب ضد محافظات الجنوب، وخصوصاً بعد إخفاقهم في بسط السيطرة على مطار عدن الدولي، خلال الأيام الماضية، عبر قيادات عسكرية متمردة على قرارات الرئيس هادي.