أكد حسين بودية، آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية برئاسة أركان المؤتمر الوطني المنعقد بطرابلس، أن المفارز التي تسللت إلى العزيزية جنوبطرابلس "تم التعامل معها ودحرها إلى منطقة رأس اللفع جنوب المنطقة". وأوضح بودية أن "طرابلس الآن خالية من أي عناصر تقلق أمن العاصمة"، مضيفا في تصريحات للأناضول أن "القتال الحقيقي الآن هو حول قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا، حيث تحاصر قوات فجر ليبيا القاعدة منذ أيام وقد تمكنت من التقدم اليوم كيلومترات باتجاهها".
وبثت قنوات محلية ليبية منذ قليل صورا وتسجيلات مرئية من داخل منطقة العزيزية جنوبا وكوبري الزهراء بغرب طرابلس.
ونقلت عن القيادي العقيد صلاح بادي، بقوات "فجر ليبيا" أن "السيطرة تمت بالكامل على مناطق جنوبطرابلس"، مضيفا أن "قوات الزنتان الموالية لخليفة حفتر (قائد جيش طبرق) تقهقرت إلى مواقعها الأولى لمناطق الكسارات، وتجري الآن اشتباكات في منطقة بئر غنم وكلها مناطق بالدواخل بعيدة جدا عن طرابلس".
من جانبه، قال ناصر الكريو، رئيس لجنة الأزمة بالمجلس البلدي لطرابلس للأناضول إن "كل الأجهزة الأمنية مستنفرة بطرابلس ونشرت بوابات تفتيش لتأمين كامل المدينة ولم يسجل أي خرق أمني من شأنه أن يسجل كاضطراب أمني بالعاصمة".
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، التابع للحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق، إن قواتهم استعادت السيطرة على منطقة العزيزية، ومناطق أخرى جنوب العاصمة الليبية طرابلس، مشيرا إلى تقدمها ل "تحرير العاصمة".
وفي تصريح لوكالة "الأناضول" عبر الهاتف، قال العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم رئاسة أركان الجيش، إن "منطقة العزيزية (45 كلم جنوبطرابلس) ومناطق الناصرية والعامرية والساعدية، باتت جميعا تحت سيطرة قوات غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي".
وتابع المسماري "قوات الجيش تتمركز الآن بالقرب من كوبري الزهراء (20 كلم بعد العزيزية في اتجاه طرابلس) وهو تقاطع مهم جدا" مشيراً إلى أن "قوات فجر ليبيا تحاول شن هجمات لإرغام الجيش على التراجع".
إلى ذلك، باركت الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان المنعقد في طبرق "عمليات وحدات الجيش الليبي (التابع لها) في المحور الجنوبي بمنطقة العزيزية وبالقرب من مدينة الزاوية (غرب)"، معتبره ذلك انطلاق لما وصفته ب"تحرير العاصمة وضاحيها من بؤر الإرهاب".
وخلال بيان لها مساء اليوم، تحصلت الأناضول علي نسخه منه، طمأنت الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني "المواطنين الليبيين والأخوة العرب والرعايا الأجانب المقيمين في طرابلس والزاوية وضواحيها بأن هذه القوات التابعة للجيش الليبي تتقدم باتجاه مدينة طرابلس، ولا تستهدف الأشخاص مهما كانت انتماءاتهم ومناطقهم ولا تستهدف الممتلكات الخاصة".
وأكد حكومة الثني قواتها "ستستخدم القوة ضد كل من يقام دخول الجيش الليبي إلى المدينة ويعرض حياة المواطنين الأبرياء للخطر ويعرض الممتلكات العامة والخاصة لتلف والدمار".
وفي نفس البيان دعت الحكومة المؤقتة التي تعقد جلساتها في البيضاء شرقي ليبيا "قوات الجيش الليبي إلى اتخاذ كافة الإجراءات وترتيبات الأمن ولسلامة للمواطنين المدنيين وعدم تعرضهم للمخاطر أثناء العمليات العسكرية وسلامة المباني العامة والخاصة وأجهزة الدولة وسلامة كل من يلقي سلاحه ومعاملته معاملة لائقة وعدم تعرضها لأي مخاطر أو عمليات انتقامية".
كما ناشدت الحكومة المؤقتة "سكان مدينة طرابلس والزاوية والمدن المحيطة أن يتحملوا مسؤوليتهم الدينية والأخلاقية والاجتماعية في هذه الفترة العصيبة وأن يمتثلوا بالتوجيهات والتعليمات الصادرة إليهم من رئاسة الأركان العامة وأن يحتكموا إلى العقل ويعملوا بكل جهدهم على إرساء دعائم دولة القانون والمؤسسات التي ثار من أجلها الليبيون جميعا في السابع عشر من فبراير(شباط 2011)".
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني التي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس.