دعا مؤتمر نظمته أسرة الشيخ الأسير عمر عبد الرحمن أمس: "بعنوان أمريكا وراء جواسيسه فأين مصر من علمائها"، المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد إلى ربط الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل بإطلاق الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" المسجون بالولاياتالمتحدة منذ 18 عاما، مع رفض المعونة الأمريكية التي تقدمها مصر سنويًا منذ إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل. حضر المؤتمر- الذي جاء في إطار فعاليات الاعتصام المستمر منذ أسابيع أمام مقر السفارة الأمريكية- عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شوري الجماعة، الكاتب الصحفي خالد الشريف، أمين عام منتدى الوسطية، الناشط هاني حنا عزيز عضو مجلس "أمناء الثورة"، وعامر عبد المنعم رئيس تحرير موقع "العرب نيوز"، ومحمود عبد الشافي رئيس رابطة المحامين الإسلاميين، والمحامي قمر موسي. فيما شارك الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عبر مكالمة هاتفية دعا فيها إلى ضرورة بذل جهود مكثفة لإطلاق سراح الشيخ الضرير الذي وصفه بالعالم البارز من محبسه، "حتى لو جاء ذلك مقابل إطلاق الجاسوس الأمريكي مع الفارق الكبير بين الاثنين" وهو ما دعا إليه أيضا الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، مطالبًا المجلس العسكري بعقد صفقة لتبادل الأسير الإسرائيلي مقابل الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الاستجابة للمطالب بسرعة الإفراج عنه مقابل تحسين صورة الولاياتالمتحدة لدى الشعوب العربية، وحذّره من ثورة المسلمين بداخلها. وشاطره القول عصام دربالة رئيس مجلس شوري "الجماعة الإسلامية"، الذي حث المجلس العسكري علي ضرورة التدخل بسرعة لإطلاق سراح الشيخ، واعتبار الأمر أولوية لدى صناع القرار في مصر. وقال الكاتب الصحفي خالد الشريف، أمين عام منتدى الوسطية، إن "الثورة في مصر قامت من أجل الكرامة والحرية، ولذلك يجب على المجلس العسكري وحكومته أن يتناغم مع تلك المطالب، والسعي للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، وعودته لوطنه باعتباره عالمًا جليلاً من علماء الأزهر الشريف". وندد بما يتردد حول الإفراج عن الجاسوس ايلان جرابيل الذي اعتقل إبان ثورة 25 يناير، مقابل زيادة المعونة، وقال: لا نريد المعونة بل نريد عودة الشيخ لوطنه، تحقيقًا لمطالب الثورة "حرية وكرامة وعدالة اجتماعية". وحث الشريف، جماعة "الإخوان المسلمين" على المطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن كأول شرط للحوار مع الولاياتالمتحدة، بعدما ترددت أنباء عن فتح واشنطن حوار مع الجماعة عقب الثورة في مصر. وطالب الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم المجلس العسكري بالعمل الجاد من الإفراج عن الشيخ الذي يعتبر رمزًا إسلاميًا، مشيرًا إلى أنه يجب الحافظ على مصر الإسلامية ورموزها. من جانبه، قال الناشط والمحامي هاني عزيز، "ليس من حق أي جهة في البلاد أن تتفاوض فيما يخص الأمن، محذرًا الولاياتالمتحدة من التدخل للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي"، وأضاف أن عهد "مبارك" الذي كان يتم التفاوض فيه على أمن مصر قد انتهى. واستنكر تجاهل المجلس العسكري مطالب أسرة الشيخ بسرعة التدخل للإفراج عنه، بعدما قامت الولاياتالمتحدة بمعاقبته؛ لاستمرار اعتصام أسرته أمام سفارتها بالقاهرة؛ إذ منعت عنه وجبة الإفطار، مما دفع الشيخ عبد الرحمن إلى الامتناع عن تناول الدواء، واضطر لغسل ملابسه بنفسه، وهو الشيخ المسن الضرير، بالإضافة إلى حبسه في زنزانة انفرادية. ووصف محاكمة الشيخ عمر عبد الرحمن في الولاياتالمتحدة بأنها "ظالمة"، وأنها نتيجة لصفقة مع النظام السابق. في حين اتهم أسد عبد الرحمن، نجل الشيخ الضرير، السفارة المصرية بواشنطن بتجاهل معاناة أبيه، وطالبها بالثأر للكرامة المصرية، وعدم الإفراج عن هذا الجاسوس، وتلبية مطالب الشعب المصري الخاصة بالانتقام لجنودنا الذين قُتلوا على أيدي الصهاينة. في سياق متصل، أصدرت "الجماعة الإسلامية" بيانًا أدانت فيه قبول المجلس العسكري حضور عائلة الجاسوس الإسرائيلي ايلان جرابيل لزيارته، وترديد شائعات عن النية في الإفراج عنه، ونسيان الشيخ الضرير. وتساءلت: "لا ندري لماذا يتم إغفال قضية الدكتور عمر عبد الرحمن عن عمد؟ وعدم مطالبة المجلس العسكري بعودته حتى الآن رغم ظروفه الصحية الحرجة؟ وما هو الذي يخيف المجلس العسكري لهذه الدرجة من عودة رجل من كبار علماء الأزهر كل أمنيته الباقية أنَّ يلقى ربه على تراب مصر بين أبنائه وأحبابه". وحثت الجماعة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على أن "ينحاز للدفاع عن المواطنين المصريين وعن كرامتهم بمطالبة الجانب الأمريكي بتسلم مصر للدكتور عمر كيلا يستقر في نفوس المصريين أن المجلس العسكري لا يأبه بكرامة المواطنين المصريين سواء على الحدود المصريَّة أو المطارات العربية أو السجون الأمريكية".