دعا عدد من القوى السياسية، خلال مؤتمر نظمته أسرة الشيخ الأسير عمر عبدالرحمن، اليوم الاثنين، المجلس العسكري –الحاكم في مصر بعد الثورة – لرفض المعونة الأمريكية، وربط الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي ايلان جرابيل بتحرير الشيخ الضرير من أسره بالولاياتالمتحدة. حضر المؤتمر الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلاميَّة، وعصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والكاتب الصحفي خالد الشريف، أمين عام منتدى الوسطية، بالإضافة إلى الناشط هاني حنا عزيز عضو مجلس أمناء الثورة، وعامر عبدالمنعم رئيس تحرير العرب نيوز، ومحمود عبدالشافي رئيس رابطة المحامين الإسلاميين، وقمر موسي المحامي الإسلامي؛ بينما اعتذر عن عدم الحضور الدكتور سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. وقال الكاتب الصحفي خالد الشريف، أمين عام منتدى الوسطيّة، خلال الندوة التي نظمتها أسرة الشيخ المعتقل بالولاياتالمتحدة منذ 18 عامًا تحت عنوان "أمريكا خلف جواسيسها! فأين مصر من علمائها؟": "إنَّ الثورة في مصر قامت من أجل الكرامة والحرية، ولذلك يجب على المجلس العسكري وحكومته أن يتناغم مع تلك المطالب، والسعي للإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن، وعودته لوطنه باعتباره عالمًا جليلاً من علماء الأزهر الشريف". وندد الشريف بما يتردد حول الإفراج عن الجاسوس ايلان جرابيل الذي اعتقل إبان ثورة 25 يناير، مقابل زيادة المعونة، وقال: لا نريد المعونة بل نريد عودة الشيخ لوطنه، تحقيقًا لمطالب الثورة "حرية وكرامة وعدالة اجتماعية". ودعا الشريف، جماعة الإخوان المسلمين، بوضع أول شرط للحوار مع أمريكا، هو الإفراج عن الشيخ الضرير، وذلك بعدما ترددت أنباء عن فتح واشنطن حوار مع الجماعة عقب الثورة في مصر. بدوره، وجّه ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عدة رسائل إلى المجلس العسكري، شدّد في أولها علي أهمية عقد صفقة لتبادل الأسير الإسرائيلي بالشيخ عمر عبد الرحمن، أما الثانية، فقام بتوجيهها لأوباما يطالبه فيها بسرعة الإفراج عن الشيخ مقابل تحسين صورة الولاياتالمتحدة لدى الشعوب العربية، وحذّره من ثورة المسلمين بداخلها. وطالب عامر عبدالمنعم المجلس العسكري بالعمل الجاد من الإفراج عن الشيخ الذي يعتبر رمزًا إسلاميًا، مشيرًا إلى أنّه يجب الحافظ على مصر الإسلاميّة ورموزها. ومن جانبه، قال الناشط والمحامي هاني عزيز، "ليس من حق أي جهة في البلاد أن تتفاوض فيما يخص الأمن، محذرًا الولاياتالمتحدة من التدخل للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي"، وأضاف أنّ عهد "مبارك" الذي كان يتم التفاوض فيه على أمن مصر قد انتهى. واستنكر تجاهل المجلس العسكري مطالب أسرة الشيخ بسرعة التدخل للإفراج عنه، بعدما قامت الولاياتالمتحدة بمعاقبته؛ لاستمرار اعتصام أسرته أمام سفارتها بالقاهرة؛ إذ منعت عنه وجبت الإفطار، مما دفع الشيخ عبد الرحمن إلى الامتناع عن تناول الدواء، واضطر الشيخ لغسل ملابسه بنفسه، وهو الشيخ المسن الضرير، بالإضافة إلى حبسه في زنزانة انفرادية. ووصف عزيز محاكمة الشيخ عمر عبد الرحمن في الولاياتالمتحدة بأنها "ظالمة"، وأنها نتيجة لصفقة مع النظام السابق. واتهم أسد عبد الرحمن، نجل الشيخ الضرير، السفارة المصرية في الولاياتالمتحدة بأنها تتجاهل معاناة أبيه، وطالبها بالثأر للكرامة المصرية، وعدم الإفراج عن هذا الجاسوس، وتلبية مطالب الشعب المصري الخاصة بالانتقام لجنودنا الذين قُتلوا على أيدي الصهاينة. ودعا شباب الثورة للتضامن معه من أجل نصرة والده، وطالب شباب 6 أبريل والجماعة الإسلاميَّة والإخوان وجميع القوى الوطنية بالضغط سياسيًا حتى عودة الشيخ. من جانبها، أصدرت الجماعة الإسلامية بيانًا أدانت فيه قبول المجلس العسكري حضور عائلة الجاسوس الإسرائيلي ايلان جرابيل لزيارته، وترديد شائعات عن النية في الإفراج عنه، ونسيان الشيخ الضرير. وقال البيان: "لا ندرى لماذا يتم إغفال قضية الدكتور عمر عبد الرحمن عن عمد؟ وعدم مطالبة المجلس العسكري بعودته حتى الآن رغم ظروفه الصحية الحرجة؟ وما هو الذي يخيف المجلس العسكري لهذه الدرجة من عودة رجل من كبار علماء الأزهر كل أمنيته الباقية أنَّ يلقى ربه على تراب مصر بين أبنائه وأحبابه". وختم البيان بالقول: "ننتظر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنّ ينحاز للدفاع عن المواطنين المصريين وعن كرامتهم بمطالبة الجانب الأمريكي بتسلم مصر للدكتور عمر كيلا يستقر في نفوس المصريين أن المجلس العسكري لا يأبه بكرامة المواطنين المصريين سواء على الحدود المصريَّة أو المطارات العربية أو السجون الأمريكيَّة".