شهدت مناطق رئيسية من مدينة اسطنبول، ومعظم المدن التركية الأخرى، مسيرات تضامنية مع الفتاة التركية "أوزكه جان أصلان" (20 عاماً)، التي لقيت حتفها بطريقة وحشية، على يد سائق حافلة ركاب صغيرة، حاول اغتصابها في منطقة "طرسوس"، التابعة لولاية مرسين، جنوبي تركيا. وحمل المتضامنون والمتضامنات، لافتات أعربوا من خلالها عن تضامنهم مع الضحية، ومواصلتهم النضال حتى القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، مطالبين بإنزال أشد العقوبات بحق مرتكب تلك الجريمة، وإعادة النظر في إلغاء عقوبة الإعدام من القانون التركي، في بدايات العقد الماضي. وشارك في المسيرات التضامنية عدد كبير من الفنانين، وقادة الرأي، وممثلي الفعاليات الشعبية، كما تلقت عائلة الضحية مكالمات التعزية من كبار مسؤولي الدولة على رأسهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، ورئيس البرلمان جميل جيجك، وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض "كمال قليجدار أوغلو"، فيما توافدت الشخصيات السياسية، والبيروقراطية، إلى منزل عائلة التضحية، في مدينة مرسين، معربين عن تضامنهم مع والدها "محمّد أصلان"، وبقية أفراد العائلة. من جهته، استنكر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وبشدة، الجريمة التي راحت ضحيتها "أصلان"، متمنيًا من القضاء إزال أشد العقوبات بمرتكب تلك الجريمة المريعة، وقال في كلمة ألقاها بولاية أنطاليا، غربي تركيا، "لقد أجريت اتصالًا هاتفيًا مع والدة الضحية، السيدة الفاضلة (صونكول خانم)، وقدمت لها تعزياتي الحارة، وأبلغتها أننا بصدد بذل قصارى الجهود لمنع تكرر مثل تلك الحوادث، وأننا سنطلق اسم ابنتنا (أوزكه جان أصلان) على أحد المراكز الرياضية الكبيرة، التي سيتم افتتاحها في ولاية أنطاليا، لكي نحيي ذكراها، ونحفظها في ذاكرتنا، ونكسر الأيدي التي تمتد لتمارس العنف ضد المرأة". فيما أبدى رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية "محمد كورماز"، استغرابه من وحشية الروح التي تكمن داخل الشخص الذي قام بارتكاب تلك الجريمة الشنيعة، وقال: "علينا كدولة ومجتمع، إعادة النظر في نظام التربية الذي ننتهجه، وتحديد الأخطاء التي وقعنا فيها وتوضيح ماهيتها". وأعرب زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي - المعارضة الرئيسية – "كمال قليجدار أوغلو"، عن امتعاضه من هول الجريمة، مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا بذوي الضحية، وقدم لهم تعازيه القلبية، لافتًا إلى أن الجريمة التي ارتكبت بحق "أوزكه جان أصلان"، التي كانت إحدى طالبات قسم علم النفس، بكلية العلوم والآداب، بجامعة "جاغ"، قد أدمت قلوب الشعب التركي، واصفًا مرتكب الجريمة بأنه "لم ينل نصيبه من الإنسانية". وطالبت زعيمة حزب الأناضول المعارض "أمينة أولكر طرهان"، بمعاقبة مرتكب الجريمة، لأن ذلك هو الحل الوحيد الذي قد يخفف قليلًا من وقع الصدمة التي اجتاحت تركيا. كما زارت كل من "سمية أردوغان"، و"إسراء آلبيرق"، (ابنتا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، عائلة الضحية في منزلهم بمدينة مرسين، مقدمتين أحر تعزياتهما، بعد أن قبلتا يد والدة الضحية، وواسيتاها بمصابها الجلل. إلى ذلك، "، أعلن رئيس نقابة المحامين في ولاية مرسين "ألباي آنتمن"، عن دعم نقابته لأسرة الضحية، مشيراً في تصريحٍ أدلى به، إلى أن أحداً من أعضاء النقابة، والبالغ عددهم ألف و600 محامي، "لن يدافع عن المجرمين المتورطين في هذه الجريمة النكراء". يشار إلى أن السلطات التركية عثرت يوم 13 فبراير الجاري، في منطقة غابية قريبة من قرية "جامالان"، التابعة لمنطقة "طرسوس" في ولاية مرسين جنوبي تركيا، على جثّة محترقة، وبعد تحليل الحمض النووي للجثّة، اتضح أنها تعود للمواطنة التركية "أوزكه جان أصلان" (20 عاماً)، الطالبة في قسم علم النفس، بكلية العلوم والآداب، بجامعة "جاغ"، (الكائنة في منطقة قريبة من وقوع الجريمة)، والتي تم الابلاغ من قبل عائلتها عن اختفائها منذ 3 أيام. وبعد التحريات، تمكنت السلطات التركية من إلقاء القبض على المشتبه بارتكابه للجريمة "صبحي. آ"، (سائق حافلة نقل ركاب صغيرة)، الذي اعترف بارتكابه للجريمة، حيث اختطف أصلان إلى منطقة غابية تعرف باسم "جِن دَره سي"، في قرية "جامالان" التابعة لمنطقة طرسوس، بعد نزول جميع ركاب الحافلة وبقائها وحدها، بهدف اغتصابها، وأثناء مقاومة الضحية أقدم على طعنها، وضربها بقضيب معدني على رأسها حيث فارقت الحياة، فذهب واستعان بوالده "نجم الدين. آ"، وصديقه "فاتح. ك"، لمحو آثار الجريمة، حيث ساعدوه بإحراق الجثة، وقطعوا يديها بهدف محو أي أثر محتمل للحمض النووي لمرتكب الجريمة، تحت أظافرها، ناتج عن العراك الذي دار بين الجاني والضحية.