شهدت لجنة الصحة بمجلس الشورى في اجتماعها أمس برئاسة الدكتور صالح الشيمي مواجهات حادة بين النواب وممثلي الحكومة أثناء فتح ملفات الأزمة التي تواجها البلاد بعد انتشار مرض أنفلونزا الطيور. ورفضت الدكتورة منى محرز وكيل معهد بحوث صحة الحيوان ورئيس المعمل القومي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجن الإجابة على تساؤلات النواب خاصة محمد فريد زكريا والدكتورة سلوى بيومي والمحمدي عيد وغادرت الاجتماع بصورة مفاجئة بزعم ارتباطها بمواعيد أخرى. وحذر النائب الدكتور محمود خضر من القنبلة الموقوتة داخل المدن وأن الخطورة تكمن في تواجد العديد من العشش وأبراج الحمام وهذه الأمور تساعد على انتشار المرض بسرعة فائقة خاصة إننا نواجه في المدن أبو قردان والحمام. واقترح النائب الاستعانة بالمغني شعبان عبد الرحيم لأداء أغنية تحمل كلماتها توعية المواطنين وكيفية اتخاذ التدابير والاحتياطيات من خلال عرض المعلومة بطريقة سهلة تصل إلى كافة المواطنين. من جانبه ، تساءل النائب الدكتور عبد الرازق السنبسي أين الوزارات المعنية بهذه الأزمة في محافظات الجمهورية ، مشددا على أنه لا يجب أن يقتصر الاهتمام على القاهرة والجيزة ، وللأسف لا يوجد شيء بمحافظة قنا أسمه جهاز البيئة ، متسائلا : أين الجهاز الإعلامي من هذه الأزمة. في المقابل ، أكد الدكتور مصطفى فودة رئيس قطاع حماية الطبيعة بجهاز شئون البيئة الحاجة إلى حملة إعلامية تصل إلى كل مواطن ، معترفا بأن هناك قصورا في الإمكانيات الخاصة بالدولة لمواجهة هذا المرض ، وأرجع ذلك إلى أن الجميع لم يكن يتوقع حجم الكارثة وانتشارها بهذا الصورة . وقال فودة إن برامج التوعية لم تكن المستوى المطلوب ولابد من البحث والتحرك بسيناريو أخر لتوعية المواطنين، معتبرا أن المطلوب هو تحرك ال70 مليون مواطن. من ناحية أخرى ، نظم مئات من تجار الدواجن وأصحاب المزارع أمس مظاهرة أمام مقر ديوان محافظة القليوبية اعتراضا منهم على قيام جهات حكومية بإعدام مئات الآلاف من الدواجن مما ينذر بعواقب وخيمة على هذه الصناعة المهمة في المحافظة. وطالب المتظاهرون بضرورة إسراع الدولة بتقديم تعويضات لهم تمكنهم من مواجهة نزيف الخسائر الرهيبة التي تعرضوا لها بعد انهيار أسعار الدواجن وإعدام مئات الآلاف من الطيور المحتمل إصابتها بأنفلونزا الطيور. وأوضح المتظاهرون أن سيف القروض مسلط على رقابهم ، مبديين مخاوفهم من تحريك البنوك لدعوى قضائية ضدهم في المرحلة القادمة مما يهددهم بإفلاسهم وخراب بيوتهم. وقد حاول العديد من المسئولين تبديد مخاوف أصحاب المزارع والتأكيد لهم بان الحكومة تضع ظروفهم الصعبة والخسائر التي أصيبوا بها في الحسبان وستتدخل لدى البنوك لوقف اتخاذ أي إجراءات ضدهم ناهيك التعويضات التي ستقدم لهم في المرحلة القادمة . جدير بالذكر أن محافظة القليوبية تعد من أكثر المحافظات تضررا من هذه الكارثة حيث تعد المحافظة الأولى من حيث أعداد المزارع كما أنها تضم بورصة الدواجن في مدينة بنها.