اختلف برلمانيون لبنانيون، حول العملية التي نفذها حزب الله، أمس الأربعاء، ضد آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا في جنوبلبنان، إذ اعتبر أحدهم أن ما قام به حزب الله هو تنفيذ ل"أجندة إيرانية" في المنطقة، ورأى آخر أن الحزب "يستحق" على هذه العملية أكثر من تهنئة، فيما أشار ثالث إلى أن الرد كان يجب أن يكون من الأراضي السورية. أحمد فتفت، النائب في البرلمان اللبناني عن "تيار المستقبل"، الذي يجري منذ نهاية العام الماضي حوارا داخليا مع حزب الله، قال إن "عملية الحزب في جنوبلبنان هي تنفيذ واضح لقرار إيراني، لا يراعي إلا مصلحة إيران وحدها". واعتبر فتفت في تصريحات للأناضول أن حزب الله "ينفذ أجندة إيرانية في المنطقة على حساب مصالح لبنان"، محذرا من أن "لبنانوسوريا أصبحتا تحت الوصاية الإيرانية". وأبدى فتفت تخوفه من قيام إسرائيل بتصعيد ضد لبنان قائلا إن "إسرائيل عاشت على الدماء، والعقل الإسرائيلي قائم على العدوانية". النائب اللبناني مضى قائلا إنه "يجب أن نقول لإيران كفى". من جانبه، اعتبر النائب عن كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، كامل الرفاعي، أن "المقاومة تستحق على هذه العملية أكثر من تهنئة"، وقال "إنها (العملية) أتت في مكان لم تحرج الدولة اللبنانية، وأكدت على حق المقاومة بالرد على أي عدوان إسرائيلي". وقال الرفاعي للأناضول إن "إسرائيل فهمت الرسالة أن أي عمل عدواني ضد لبنان والمقاومة سيكون له رد ولن يمر مرور الكرام"، مشددا على "جهوزية المقاومة في أية لحظة لرد مؤلم". ورأى أن إسرائيل لن "تجرؤ على القيام بأي عدوان على لبنان، مع توقعنا ذلك دئما". أما النائب المستقل أمين وهبي، ضمن قوى "14 آذار" المؤيدة للثورة السورية، فاعتبر أن رد حزب الله "كان من الأولى أن يكون من الأرض السورية التي تعرض عليها لهجوم إسرائيلي، وليس من الأراضي اللبنانية"، مشددا على أن "ما يقوم به حزب الله في سوريا لا يصب في مصلحة الشعب اللبناني". وقال وهبي للأناضول إن "المغامرة التي يقوم بها حزب الله، هي وجوده في سوريا، حيث يقاتل الى جانب قوات نظام أبدع في إذلال شعبه". ويقاتل حزب الله الى جانب النظام السوري بشكل علني منذ مطلع العام 2013. وأشار وهبي الى أن رد حزب الله "أتى في مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة، أي ضمن قواعد الاشتباك"، لافتا الى أن الحزب "كان لديه قراءة بأن إسرائيل لن تقدم على فتح جبهة شاملة". وأضاف أنه "ليس من مصلحة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو حبس الإسرائيليين في الملاجئ قبيل الانتخابات، كما أنه ليس من مصلحة حزب الله تهجير مئات آلاف اللبنانيين في هذه الظروف، وبالتالي ليس من مصلحة الطرفين فتح حرب شاملة في الوقت الراهن". وشدد وهبي على أنه "من واجب الدولة اللبنانية العمل على تعزيز قدرات الجيش اللبناني لحماية لبنان واللبنانيين، وعلى ضرورة دحر الاحتلال من أراضينا المحتة". وقتل جنديان إسرائيليان وأصيب 7 آخرون بجروح ما بين طفيفة ومتوسطة في هجوم نفذه حزب الله اللبناني على سيارة عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية أمس. وهاجم الجيش الإسرائيلي مواقع في جنوبيلبنان، ردا على استهداف جنوده. وقتل جندي من الكتيبة الإسبانية، العاملة ضمن "يونيفيل"، في قصف إسرائيلي استهدف مناطق داخل الأراضي اللبنانية، في أعقاب هجوم حزب الله. والليلة الماضية، قالت مصادر إسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية قررت، مساء أمس الأربعاء، وقف التصعيد شمال إسرائيل عقب هجوم حزب الله . وكان حزب الله قد اتهم إسرائيل في وقت سابق بالمسؤولية عن قتل 6 من قادتها قبل أسبوعين لدى تواجدهم على الأراضي السورية. وألمح مسؤولون إسرائيليون إلى مسؤولية بلادهم عن تلك الغارة، إلا أنه لم يصدر أي اعتراف رسمي بهذا الأمر. وشنّت إسرائيل حربًا على لبنان في يوليو/تموز 2006، استمرت 33 يومًا، وانتهت بإصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701، الذي أوقف المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، متضمنا زيادة القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان لحفظ السلام ومراقبة الوضع على حدود البلدين، ووضع ضوابط وآليات لمنع "الأعمال العسكرية" في الجنوب.