البداية الحقيقية لنهضة مصر بعد القضاء التام علي الإرهاب وعودة الأمن لنفوس المواطنين قبل عودته إلي الشارع، وفرض السيطرة بقوة القانون والامان علي كافة ربوع الوطن هذه البداية تكمن في إستخدام الاساليب العلمية في معالجة كافة المشاكل والعمل علي حلولها، فتراكم المشاكل نتجت عن قيام الحكومات المتعاقبة ولمدة عدة عقود بتنفيذ معظم مشاريعنا الصغيرة منها والكبيرة دون دراسات كافية، فلا تستغرق الوقت الكافي في الدراسة وتقوم بالتنفيذ علي عجل، وبعدها تظهر العيوب والمشاكل الحقيقية وأحيانا الجسيمة، فتغرق في معالجة القصور والعيوب والاخطاء والخطايا، وتنفق الكثير من الجهد والمال وحرقة الاعصاب والدم للمواطنين في محاولات يائسة وبائسة لإصلاح الأخطاء ولكن دون جدوي. كما أن سياسة معظم المؤسسات تعتمد علي رؤية الاشخاص الذين يصلون إلي كراسي الإدارة والقيادة بها وليست رؤية الحكومة أو الدولة، وهذه السياسة العشوائية تؤثر تأثيرا مباشرا علي كافة القطاعات، فإذا قاد المؤسسات من يملكون الرؤية - وهؤلاء قلة- فإنهم يقودون مؤسساتهم نحو الإزدهار والتقدم، ويصنعون مؤسسات ناجحة، والامثلة علي ذلك قليلة، مثل مركز الكلي والمسالك البولية بالمنصورة، والمعروف بمركز الدكتور محمد غنيم وكذلك مركز الدكتور مجدي يعقوب لجراحة القلب بأسوان، ومستشفي 57357، وعلي النقيض من هذا فإذا وصل إلي مركز القيادة من لا يملكون الرؤية - وهم كٌثر- فإنهم يغرقون في الروتين المعشش في أذهانهم، ويديرون هذه المؤسسات بعقلية شفيق نور الدين في فيلم"مراتي مدير عام" فلا إبداع ولا خيال ولا قدرة علي إتخاذ القرار، ولا رغبة في التطوير أو التغيير. مصر في حاجة إلي مجموعة من الكوماندوز المقاتلين و المسلحين بالعلم والإيمان في التخصصات المختلفة ويملكون الإرادة التي لا تلين والعزم الذي لا ينكسر والروح المتوهجة، وكذلك يعرفون قدر مصر، ويكون لديهم من الثقة في أنفسهم ما يمكنهم من إجتياز الصعاب والحواجز والمتاريس والإرهاب وعوامل الجهل والتخلف، أعلم أن الأمور ليست بالسهولة التي قد يتصورها البعض، ولكن إذا فقدنا الامل في الغد فباطن الارض اولي بنا من ظهرها، لن امل ولن يصيبني اليأس والقنوط من التكرار بأن مشاكلنا لن يتم حلها إلا بإستخدام العلوم الحديثة في الإدارة والطب والهندسة والتكنولوجيا وفي كافة مناحي الحياة، ولننسي الفهلوة التي لا تجلب سوي الدمار والمزيد من التخلف والتراجع للخلف، ومصر تمر بمرحلة فارقة من تاريخها القديم والحديث، فالظروف الإقتصادية الصعبة لا تخفي علي أحد، و الكثير من الذين إمتلأت قلوبهم بالحقد والغل والكراهية لوطنهم ولانفسهم لا يريدون لمصر الخير، ولكن يريدونها كومة من تراب أو يباب أو... العمل الجاد والمخلص والمستمر والمجرد إلا من الإتقان والاخذ بأسباب العلم الحديث هما الوسيلة الوحيدة لحل معظم ما نواجهه من صعاب في محاولة للحاق بركب الامم التي سبقتنا في هذا المضمار. رحم الله الفنانة الرقيقة فاتن حمامة (بلدياتي) واسكنها فسيح الجنان وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.