أعلم -كما يعلم الجميع- أن الكثير من مشاكل مصر صعبة وشائكة ومعقدة، وبعضها قد يعصي علي الحل في الاجل المنظور ويحتاج إلي إخلاص أكثر ووقت أطول وجهد وعزيمة أقوي ومال قد لا يكون متوفرا الآن، ولكن السؤال المهم والعاجل، من أين نبدأ؟ هناك العديد من البدايات وكلها قد تؤدي إلي إيجاد حلول مناسبة أو واقعية لهذه المشاكل، ولكن أيا من هذه البدايات تكون أفضل من الاخري؟،وبما أن النقد البناء يساعد في البناء بنفس درجة العمل ذاته، وطرح الحلول ياتي عادة من الدارسين والموجوعين بحب هذا الوطن، لذا أود أن أطرح اليوم روشتة مختصرة للإنطلاق إلي آفاق المستقبل الرحب أوجزها فيما يلي:- أولا: البداية تكون بإخلاص النوايامن قبل كافة المسؤلين بالدولة وتجردهم من الاهواء الشخصية، ويكون عملهم خالصا لوجه الله تعالي وخالصا من أجل الوطن -الذي يئن من افعالنا- فقط، فالصدق الناطق في توجهات وأفعال أولي الامر سوف ينتقل مباشرة إلي كافة أبناء الشعب بما يعظم الآداء والإنتاج. ثانيا: وجود رؤية واضحة المعالم وكاملة وناضجة وفق إستراتيجيات مدروسة وآليات قابلة للتنفيذ للنهوض بالدولة لدي الحكومة والقائمين علي أمر الوطن. ثالثا: الأخذ بأسباب العلم الحديث والعمل علي مشاركة العلماء النابهين من كافة التخصصات في رسم السياسات الإقتصادية والإجتماعية، والبعد عن العشوائية والفهلوة في إتخاذ كافة القرارات، وبخاصة القرارات الهامة والمصيرية والمتعلقة برسم مستقبل الوطن. رابعا: العمل بأسرع ما يمكن علي سن التشريعات والقوانين التي تعمل علي تحقيق العدالة الإجتماعية ومحاربة الفساد والإفساد، وتنقية القوانين اللاحقة من القوانين السابقة والتي تخلق التعارض والتضارب بما يعود بجسيم الضرر علي كافة الاصعدة وذلك عن طريق مجلس نواب يتم إنتخابه بطريقة نزيهة ويمثل الشعب المصري تمثيلا حقيقيا. خامسا: جعل محاربة الفساد توجه دولة، لأن الفساد يعمل كما النار التي تلتهم كافة الإصلاحات، فمهما كانت الإصلاحات في ظل تواجد الفساد المعشش في معظم المؤسسات فإن كل هذه الإصلاحات ستذهب أدراج الرياح ولن يكتب لها النجاح. سادسا: إعمال دولة القانون والحق والعدل والذي تمثله السيدة معصوبة العينين فلا تشريعات أو قوانين أو أحكام لصالح لفئة علي حساب أخري، فلم يتقدم الغرب إلا بتطبيق قواعد العدل والمساواة علي كافة المواطنين دون تمييز. سابعا: العمل علي إنشاء مؤسسات متميزة ومستقلة مثل مستشفي المسالك البولية بالمنصورة (المعروفة بإسم مستشفي الدكتور محمد غنيم) ومدينة زويل العلمية، ومستشفي مجدي يعقوب بأسوان، لها استقلالها المالي والإداري، فإنشاء مثل هذه المؤسسات الناجحة يساعد علي إقامة مؤسسات مماثلة، وهذا ما تقوم به الهند حاليا. ثامنا: دعم الصناعة الوطنية وإعادة هيكلة المؤسسات العملاقة التابعة للدولة مثل مصانع الحديد والصلب ومصنع الالومنيوم وشركة النصر للسيارات، ومصانع الاسمنت ومصانع الاسمدة بهدف الإكتفاء الذاتي والعمل علي تصدير الفائض للاسواق العالمية. نهاية توجد نظرية إدارية معروفة بنظرية الثمانين-عشرين أو نظرية باريتو وهو عالم إقتصادي إيطالي، وهي النظرية التي تقول بأن 80% من النتائج تتحقق نتيجة 20% فقط من الاسباب،كما يمكن حل ثمانين بالمائة من المشاكل بعشرين بالمائة من الحلول، إذ يجب أن نبدأ بالمشاكل السهلة التي يمكن حلها بتكاليف قليلة حتي يشعر المواطن بالتحسن التدريجي في الخدمات عن ذي قبل فيزيد هذا من الثقة بينه وبين الحكومة بما ينعكس علي آداءه وإنتاجه ومساهمته في دفع سفينة الوطن إلي الامام وفي الإتجاه الصحيح. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية د منتصر دويدار عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.