تراويح بالمساجد... دروس دينية.. محاضرات يلقيها علماء من مختلف الدول الإسلامية.. حفلات إفطار جماعية يذهب عائدها لضحايا المجاعات .. صناديق زكاة مجمعة تذهب مباشرة لفقراء المسلمين في دول مختلفة.. حلقات سمر يومية تحرص على حضورها جميع العائلات.. هكذا تسيطر روح الجماعة على الأجواء الرمضانية التي يعيشها أكثر من 700 ألف مسلم من جميع الجنسيات باستراليا. فعلى الرغم من أن هناك المئات من الجاليات المسلمة تقيم في الدول الأوروبية والأمريكية .. لكن الجالية المسلمة التي تعيش في استراليا لها طابع خاص يميزها عن غيرها في ممارسة الشعائر الدينية التي تحافظ عليها خاصة في شهر رمضان المعظم . الدكتور رفعت فودة ،الأستاذ بالكلية الاسترالية الإسلامية، والذى هاجر إلى استراليا منذ 25 سنة - وكان يعمل صحفيا فى مجلة أكتوبر ورئيساً لقسم الشئون الاسرائيلية وهو متزوج من لبنانية ولديه أربعة أبناء - يحكي لبوابة الوفد عن الأجواء الرمضانية التي تعيشها الجالية المسلمة في استراليا . دروس بكل لغات العالم في البداية يقول: إن أبرز مظاهر احتفال المسلمين بشهر رمضان في استراليا تتمثل في صلاة التراويح التي يجتمع فيها المسلمون كل ليلة وتكون أعدادهم مثل صلاة الجمعة من حيث كثرة العدد، فأغلب المساجد هناك تختم القرآن الكريم في صلاة التراويح، وبعض المساجد تقرأ ما تيسر منه. ويشير إلي أنه في بعض السنوات الماضية حضر إلي استراليا عدد من شيوخ الأزهر الشريف لإحياء شهر رمضان وإلقاء المحاضرات الدينية وشرح أركان الدين الإسلامي، بالإضافة إلي بعض الشيوخ من المملكة العربية السعودية..إلّا أنه في أغلب الأحيان يأتي شيوخ من جنوب أفريقيا، ومعظمهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب . أما عن الطقوس الرمضانية في المدن الاسترالية فيقول: إنها لاتختلف كثيراً عن الطقوس في بلادنا العربية ، حيث تجتمع الأسر على موائد الإفطار -إلا من كانت ظروف عملهم تحتم عليهم الإفطار خارج البيت- ثم تنطلق إلى صلاة التراويح في المساجد، وبعد الصلاة يتسامرون قليلاً قبل العودة الى المنازل.. أمّا عن فوانيس رمضان المنتشرة في جميع الدول العربية فيشير فودة أنها لا توجد في بيرث عاصمة استراليا الغربية ويفتقدها الأطفال بشدة. دائما مختلفون..! ويضيف: المشكلة التي تواجهنا مع كل رمضان وفي العيدين هي عدم الاتفاق على موعد بداية رمضان وموعد العيد، فنحن مثلاً هنا جالية ليست كبيرة العدد ومع ذلك نبدأ صيامنا أحياناً في ثلاثة أيام مختلفة، وذلك لأن شيوخ جنوب أفريقيا يصرون على المعنى الحرفي لحديث رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم) "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " ومعنى هذا أن أحد مسلمي استراليا لابد وأن يرى الهلال وإلا فلا صوم إلا بعد استكمال شعبان 30 يوما. بينما البعض الآخر منا يتبع بلده الأصلي بغض النظر إذا بدأ الآخرون معهم أم لا. ويشير فودة إلى حرص المسلمين من مختلف الجاليات على عمل حفلات إفطار جماعية، وأنه دُعي مرتين إلى إفطار جماعي مصري ، وكذلك حفل إفطار جماعي في الكلية الاسترالية الإسلامية التي ذهب عائدها لمساعدة ضحايا المجاعة في الصومال، وأنهم يقومون بعمل صناديق لجمع الزكاة والتبرعات من أجل ذات الغرض. ويختم فودة كلامه بالحديث عن الصيام في استراليا الذي وصفه بأنه شاق جدا حيث يعمل عدد كبير من المسلمين في المناجم بالصحراء حيث تصل درجة الحرارة هناك لأكثر من 50 درجة مئوية .