وصف الكاتب محمد حسنين هيكل، القرار بإغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر" مساء الاثنين الماضي، بعد يومين من لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بمبعوث أمير قطر تميم بن حمد آل ثان بأنه "يخدم المصلحة القطرية ولا علاقة له بمصر". وقال هيكل في مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة "سي بي سي"، إن "القيادة القطرية أدركت أنها وقعت في خطأ بإطلاق الجزيرة مباشر مصر، فمن الممكن أن تكون هناك إذاعات موجهة لبلاد معينه، وقمنا بهذا في السابق، لكن لم يحدث أن يقوم أحدهم بإنشاء إذاعة على أرض بلد موجهة ضد أهله". وأضاف "أعتقد أن القيادة القطرية أدركت بعد لحظة حماس أن هذا المشروع خطأ وأضر بهم دون قصد، وأنا قلت لهم أن هذا خطأ وسيكون مستفزًا للشعب المصري، وقد كان، ولم يصدقوا هذا في بداية الأمر". وأشار إلى أن "الأمر الآخر، أن القيادة القطرية، وجدت أن الجزيرة مباشر مصر أصبحت نقطة تجمع سياسي لأنصار الإخوان، وذريعة للتواجد في الدوحة بحجة أنهم يخدمون في القناة، ما أثار قلق القيادة القطرية". وتابع هيكل "أعتقد أن القرار كان معد مسبقًا في انتظار اللحظة المناسبة وقد أكون مخطئ، لكني أرى في قراءتي لما حدث أن قطر تريد استخدام الإخوان بالريموت كنترول تمنحهم ما يريدون لكن لاتعطيهم فرصة للتجمع على أرضها". ووصف الخطوة بأنها "في منتهى الذكاء قطريًا، بمنطق أنا أرغب في استخدام القنابل، لكن لا أريدها في بيتي أو تحت سريري، فقطر لا تتبني فكر الإخوان ولكنها تستخدمهم في إطار لعبة كبيرة في المنطقة، فهم يريدون استعمال وسائلهم الخطرة من بعيد". ونفى هيكل خلال اللقاء، ترحيل الإخوان إلى تركيا، مؤكدًا أن "إغلاق الجزيرة مباشر مصر سببه، عدم سيطرة قطر على البؤر المتجمعة حول القناة، فهي تريد أداة يسهل السيطرة عليها، وتقلقهم التحركات التي ليس بوسعهم الوصول إلى عمقها"، لافتًا إلى أن "رعيلاً منهم رحل بناء على طلب الأمريكان لكن إذا أزلت السبب تجمعهم فسيذهبون إلى مكان آخر وسينفض هذا السامر". مع ذلك، أكد هيكل أن "الدعم القطري لهؤلاء سيستمر، فالموقف القطري هو رؤية من مشروع أمريكي تركي لم ينتهي، وأن أعضاء قطر وإخوان مسلمين صحيح تلقى ضربات وأحواله تأثرت لكنه لازال قائمًا.. المشروعات لاتحزم حقائبها وترحل بهذه البساطة في التجربة المباشرة أنا أعرف هؤلاء الناس". وكشف أن "الرئيس (عبدالفتاح) السيسي وقت أن كان في المخابرات تحدث معي وقال لي هناك تمويل كبير قادم من قطر وهناك الجزيرة مباشر ولا أعرف ماذا بوسعي أن أفعل، وبناء على ذلك فكرت أن أتحدث إلى الشيخ تميم ولم أكن قد اتصلت به وقت أن كان حاكمًا ولاأريد أن أدخل في دائرة السكرتارية وغيره وسمحت لنفسي أن أتصل بالشيخة موزة وقلت لها أريد مكالمة الأمير تميم ولكن لا أريد أن أمر بالسكرتارية وقالت أنا فهمت ماذا تريد بعد الساعة السادسة مساءً". وواصل "قالت أستاذ هيكل تميم معك هنأته ثم قلت له في مصر هناك شكوى وقلت للرئيس السيسي سأتحدث في موضوع التمويل ولن أتحدث في قضية التمويل وليس قضية الجزيرة مباشر وأني أرى أن الأخيرة سببها ضعفي أنا الإعلامي وليس شيء أخر وهي ثغرات يستعلمها الآخرين، ولكن سأتحدث على تدفق الأموال والسلاح فقلت له هناك مال يتدفق". وقال إن أمير قطر رد قائلاً: "أريد أن أؤكد لك شيئًا الحكومة لاترسل شيئًا من هذا لكن هناك ربما اطراف أخرى يرسلون تبرعات، ومع ذلك فأنا مستعد وأقترح أن يجتمع مدير المخابرات العامة القطرية مع مدير المخابرات العامة المصرية ويقيموا الموضوع أنا قلت له". وأضاف قائلاً بحسب رواية هيكل: "أليس ممكناً أن نفعل شيئاً في التوسط؟ قلت له سمو الأمير هنا في بلد اسمه مصر هناك دولة والرجل فهم ذلك والتعامل مع دولة لسنا أطراف للتوسط وأبلغت الرئيس السيسي بهذا وقلت له مادمنا تحدثنا فاستطرق إلى ملف الجزيرة مباشر مصر ولم ألح فيه، لكن الأمير الوالد قلت له من أول يوم أن هذا مشروع مستفز لمصر". وحول رده، قال هيكل "بأمانة تقبل كلامي مرة ثانية الشيخة موزة فاتت علينا في باريس وأخذت معنا فنجان من الشاي وقالت أنا كنت أتصور أن هذه وسيلة تخدم مصر". وعندها قاطعته الحديدي مستغربة "تخدم مصر"؟!، ليعقب هيكل بقوله "قلت لها سأشرح وجهة نظي وأنا اشعر سواء من حديثي معها أو الشيخ حمد أن هناك تقبل ودعيني أقول تحسس وليس تقبل ومن الممكن مع مرور الوقت اكتشفوا أن الموضوع غير مجدي وأنه مستفز للشعب المصري وأظن أن مجموعة أسباب أضيف إليها مؤخراً تدخل الملك عبد الله أنها أعطت الفرصة مع ضغط العاهل السعودي كغطاء لاتخاذ القرار وأنها كانت مسالة قوت ومن يقرا القرار يعرف أنه رقع ثلاثة أو أربعة مرات". وفي رده على السؤال إذا كان إغلاق "الجزيرة مباشر مصر" قرار قطري لمصلحة قطرية وليس خطوة لراب الصدع مصر، أجاب هيكل "أنا أره حتى هذه اللحظة قرار قطري ولمصلحة قطرية وليس تغييرًا سياسيًا والرئيس السيسي أعتقد أنه يشعر بهذا وقال علينا أن ننتظر ولازال مبكرا أن نحكم على الموقف القطري لأنه مرتبط بمشروع آخر كبير في المنطقة" .