«واللاه»: التقديرات الأولية أن الأمر سيساهم في إعمار القطاع وتهدئة الجنوب لكنه يلقي ب «حماس» في حضن إيران نائبة سفير إسرائيل الأسبق بالقاهرة: ما يقوم به السيسي محسوب ورغم عدم حبه لقطر أو إسرائيل إلا أنه قائد يدرك الأهمية الاستراتيجية
بعنوان "إسرائيل تبحث نتائج المصالحة المصرية القطرية"، قال موقع "واللاه" الإخباري العبري إن "المصالحة بين القاهرةوالدوحة من شأنها على المدى القريب الإسهام في إعادة إعمار غزة والحفاظ على الهدوء في الجنوب، لكنها قد تعمق التدخل الإيراني في القطاع وإلقاء حركة حماس في حضن طهران". وذكر أن "وزارتي الدفاع والخارجية ووكالات الاستخبارات الإسرائيلية المختلفة ينظرن للمصالحة باهتمام شديد، والتقديرات الأولية هي أنها ستساهم في إعمار القطاع وتهدئة الجبهة الجنوبية خلال الشهور القادمة، لكن من ناحية أخرى، فإن تل أبيب تعلم أنه على المدى البعيد ستلقي المصالحة بالجناح العسكري لحماس مجددًا في أحضان إيران، ما يزيد من احتمالات وقوع مواجهات جديدة". ونقل عن مصدر إسرائيلي بارز قوله "المصالحة المصرية القطرية تغير الخارطة الاستراتيجية حول إسرائيل ، وسيمر وقت حتى ندرك أهميتها، ومن وجهة نظرنا، فإن الأهم هو تأثير هذه المصالحة على حركة حماس". وقالت روث فيسرمان لندا –نائبة السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر- "هذا الأسبوع وكجزء من اتفاق المصالحة بين القاهرةوالدوحة، أغلقت الأخيرة قناة الجزيرة مباشر مصر دون أن تبين السبب وراء ذلك للمشاهدين، وإذا كان هناك شك لدى شخص ما من أن الهدف من هذه القناة هو زعزعة النظام المصري الحاكم، فها قد جرت مصالحة وأغلقت القناة، لقد ربح (الرئيس عبدالفتاح) السيسي". وذكر "واللاه" أن السعودية كانت هي وسيط المصالحة بين قطرة ومصر، وهي أكبر دول الخليج وأهمهما، مضيفة أن الأزمة القطرية المصرية أدت إلى أخرى بنفس الدرجة بين الرياضوالدوحة، مشيرة إلى أن "الغضب السعودي لم يأت فقط بسبب سلوك قطر التخريبي مع مصر وإنما بسبب دعمها لعناصر متطرفة في المنطقة من بينها جماعات مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية". ونقل عن إيلي فودا -الأكاديمي الإسرائيلي بالجامعة العبرية والمتخصص في شئون الشرق الأوسط- قوله إن "العزلة أضرت بمكانة قطر، وجعلتها تدرك أنها فشلت في محاولاتها للإطاحة بالسيسي، وأنه باق، وأن التهديد الذي تمثله داعش فيما يتعلق بالدول العربية سيستهدف الدوحة في النهاية، وهذا هو السبب في المنعطف الذي اتخذته الأخيرة". وأضاف فودا "قبل يوم من زيارة القطريين لمصر من أجل التصالح مع القاهرة، بعثوا بوفد آخر لتركيا لإبلاغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التغيير المتوقع، ولم تقم الدوحة عبر خطوتها تلك بإلغاء تحالفها مع أنقرة، ولكنها سارت في طريق التصالح مع القاهرةوالرياض والمحور البراجماتي". من جانبه، قال إيلي أبيدر –رئيس البعثة الإسرائيلية في قطر بين أعوام 1999-2001- إن "المصالحة المصرية القطرية تضع حماس أمام مشكلة استراتيجية كبيرة". وأوضح أن "الحركة الفلسطينية ستتضرر بسبب الأمر، فالدوحة توقعت أن مساعداتها لحماس ستجعل الأخيرة تصر على أن تكون قطر أحد وسطاء أي اتفاق تهدئة مع إسرائيل، إلا أن القطريين أدركوا أنه عندما توافق مصر السعودية وإسرائيل على عدم مشاركة الدوحة في الوساطة، فإن حماس ستنكسر وترضخ في النهاية". وذكر أن "خالد مشعل –رئيس المكتب السياسي لحماس- حاول أن يصر على إشراك القطريين في اتفاق التهدئة، لكن الحركة الفلسطينية وافقت في النهاية على إبقاء الدوحة خارج الصورة، ومنذ هذه اللحظة تم المساس بالأمير القطري الشاب ولم يغفر الأمر". وأشار أبيدر إلى أن "القطريين بدأوا في تغيير سياستهم تجاه حماس بتقليل كميات المساهمات التي يقدموها للحركة الفلسطينية، وحماس من جانبها حاولت بكل طريقة ممكنة تنظيم العلاقات مع إيران لتعويض النقص". ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن "حماس ما زالت تتمتع بدعم تركيا، التي تستضيف على أراضيها عددًا من قيادات الحركة البارزة، في الوقت الذي يعد فيه أردوغان عدوا للنظام المصري، ويعتبر جزءًا من محور الإخوان المسلمين الثلاثي في المنطقة الذي تمثله أنقرةوالدوحة وحركة حماس". وبعنوان فرعي "أنباء طيبة.. السيسي أعاد مصر لمركز القيادة"، قال "واللاه" إن "المصالحة بين القاهرةوالدوحة وضعت نهاية لمحاولات الأخيرة تحدي كل من مصر والسعودية كقائدتين للعالم العربي، وأعادت للرئيس المصري موقع التفوق التقليدي". ونقل عن روث فيسرمان لندا قولها "ما يقوم به الرئيس المصري محسوب بعناية شديدة، لايوجد ود بينه وبين القطريين، لكنه أظهر مرونة وإبداعًا عندما وافق على المصالحة معهم، وهو نفس الشئ بينه وبين تل أبيب، فالسيسي ليس مؤيدًا لإسرائيل ولا يحبنا أكثر من الآخرين، لكنه يدرك الأهمية الاستراتيجية، وهو الأمر المتوقع انتظاره من قائد مثله".