يبدو أن يوم 28 نوفمبر ينتظره الكثير بتشوق.. البعض يراه يومًا يضع مصر على محك الطائفية والإرهاب، وسيمر مثل باقي الأيام؛ حيث التظاهرات التي ستنتهي ب"الكر والفر" لبعض الوقت، فيما يرى المؤيدون لدعوة "الجبهة السلفية" للتظاهر تحت مسمى "الثورة الإسلامية" بداية للانتفاضة الثورية الحقيقية قبل حلول ذكرى ثورة 25 يناير بداية العام المقبل. وقال سمير العركي، القيادي في حزب "البناء والتنمية"، وعضو "المجلس المصري الثوري"، إن "دعوة مجموعة من الشباب إلى تنظيم تظاهرات سلمية يرفعون فيها المصاحف للتأكيد على الهوية الإسلامية في بلد يبلغ عدد المسلمين فيه نحو 95% من عدد سكانه أربكت حسابات الانقلاب وبدأ يعد للإجراءات القمعية ويعتقل مَن يشاء قبل حلول هذه التظاهرات". وأضاف العركي "العجيب في الأمر أنه بمجرد إعلان وزير الداخلية أن التعامل سيكون بالذخيرة الحية أبدى البعض تخوفه من أمثال حزب النور السلفي والدعوة السلفية من وقوع المصاحف على الأرض فانتابتهم هستيريا غريبة وبدلاً من أن يشتدوا في هجومهم على الطرف المعتدى صبوا غضبهم وإنكارهم على مَن دعا إلى رفع المصاحف، رغم أنه عمل مباح في شرعيتنا، كما أن البعض الآخر اجتهد في عقد الندوات والمؤتمرات للتحذير من الانضمام إلى هذه التظاهرات رغم أن المظاهرات منذ أكثر من عام وهى أسبوعية". وقال محمود عزت، عضو مكتب سياسي للاشتراكيين الثوريين، إن "الحركة لن تدعم مثل هذه الدعوات ولن نشارك فيها"، مشيرًا إلى أن "كل هذه الإرهاصات ما هي إلا بداية للثورة الحقيقية والتي تهدف إلى التغيير السياسي الحقيقي؛ حتى تصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق الإنسان وكرامته". وكانت الجبهة السلفية قد دعت للنزول في ذلك اليوم، ولرفع المصاحف فيه تحت شعار «معركة الهوية»، حيث تبنى هذا الشعار عدد ممن يطلقون على أنفسهم "انتفاضة الشباب المسلم" عددًا من الدعوات والفيديوهات التي انطلقت عبر موقع "يوتيوب" تحث المواطنين على النزول والتضامن معهم، مؤكدين أن الهدف من هذه الدعوة هو الحفاظ على الإسلام والهوية الإسلامية، على حد تعبيرهم. ودعا السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة إدارة حزب التيار الشعبي، إلى عدم الانسياق وراء الدعوات التي تنادى بالثورة الإسلامية، مؤكدًا أن مَن روج لها بعض الجماعات الإسلامية، معتبرًا أن ذلك نوع جديد من مزايدات تيار الإسلام السياسي للمتاجرة باسم الدين ونحن ضد أي تظاهرة يؤدى إلى الدخول في نفق مظلم. من جانبه، قال اللواء محمود نور الدين، الخبير الأمني، إن "هذه الجماعات تحاول استدراج الشعب للتظاهر يوم 28نوفمبر تحت مسمى "خالتي سلمية ماتت" والدخول في حرب نفسية". وحذر من "المخطط الشيطاني الذي يهدف إلى بث الكراهية والعداوة بين الشعب المصري ورجال الشرطة"، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية رصدت المخطط بالكامل وستعمل على تفادى وقوع القوات في مثل ذلك المخطط القذر الذي ينفذه تجار الدين الذين لا يعرفون إلا تحقيق مصالح ولو على حساب إهانة المصحف الشريف وإلقائه على الأرض بهدف تحقيق مخططهم". وأوضح أنه "سيتم نشر قوات نظامية وبحثية للتعرف على أي تجمعات في هذا اليوم وإحالة الخارجين على القانون للتحقيقات، كما أن قوات الأمن على كل الاستعداد لمواجهة أي تجمعات للخارجين على القانون واستخدام الرصاص الحي"، مؤكدًا أن هناك انتشارًا أمنيًا مكثفًا بالمترو والمدارس وكل الميادين بالمحافظات وقفل الحدود وإغلاق الأنفاق، والأجهزة الأمنية قادرة على التصدي لأي فعاليات ومواجهة أي تداعيات.