«28 نوفمبر».. ينتظره الكثيرون بترقب.. البعض يراه يومًا مثل باقي الأيام، حيث التظاهرات التي ستنتهي بكر وفر بعض الوقت، وينتهي اليوم بعدد من الأخبار التي تؤكد انتهاء فعاليات التيار الإسلامي بعد أن تمكنت قوات الأمن من تفرقة تلك التجمعات، والبعض الآخر يراه يومًا يضع مصر على محك الطائفية والإرهاب. دعوة أطلقتها الجبهة السلفية للنزول في ذلك اليوم، رافعين المصاحف تحت شعار «معركة الهوية»، حيث تبنى هذا الشعار عدد ممن يطلقون على أنفسهم "انتفاضة الشباب المسلم".. عدد من الدعوات والفيديوهات التى انطلقت عبر موقع "يوتيوب" تحث المواطنين على النزول والتضامن معهم، مؤكدين أن الهدف من هذه الدعوة هو الحفاظ على الإسلام والهوية الإسلامية، على حد تعبيرهم. فيما رفضت القوى المدنية تلك الدعوة، وقابلتها بالاستنكار، مؤكدين أن تلك الدعوات تضع مصر على حافة التطرف والإرهاب، مرددين "استغلال آخر للشعارات الدينية وابتذال واستغلال للدين". ترقب وانتظار يقابله توعد من قوات الأمن من استخدام العنف أو إلحاق أي ضرر بالمنشآت العامة؛ ردًّا على بعض التسريبات التي تؤكد وجود نية للعنف في ذلك اليوم. هذا وتم نشر خطة اليوم من قِبَل بعض المتطرفين الذين أسسوا "صفحة تابعة لشباب التيار الإسلامي"، والذين تبنوا الدعوة، حيث تضمنت "شراء البنزين والغاز من الآن، وتجهيز كمية كافية من واقي الغاز، كما يتم تكليف أشخاص معينين بتلقي قنابل الغاز والتعامل معها، وتخصيص أفراد آخرين لاعتلاء أسطح العمارات القريبة من المواجهة، وحمل بندقية رش وتوجيه الخرطوش لإطار سيارات الشرطة أو المدرعات، وتحديد أماكن حيوية يجب احتلالها مثل ماسبيرو والتحرير والاتحادية ووزارة الدفاع، والتركيز على اختطاف قيادات الشرطة"، على حد قولهم. فيما كان رد القوى المدنية رفض تلك الدعوات ووصفها بالإرهابية. وعن هذا يقول "محمد كمال" المتحدث الإعلامي لحركة شباب 6 إبريل إن الهدف من مثل هذه الدعوات هو الاستقطاب الطائفي للشعب، مؤكدًا أن مثل هذه الدعوات تزيد من انقسام الشعب، مشددًا على رفض الحركة للعنف أو المتاجرة بالدين. وأضاف أن هذه الدعوة استمرار ما أسماهم "المتأسلمين" في خداع الشعب المصري باستخدامهم أساليب المتاجرة بالشعارات الدينية، مؤكدًا أنهم ما زالوا يرفضون أى مشاركة فى دعوات أو فعاليات بها جماعة الإخوان المسلمين. ومن جانبه قال محمود عزت عضو مكتب سياسي للاشتراكيين الثوريين إن الحركة لن تدعم مثل هذه الدعوات الإرهابية، ولن نشارك فيها، مشيراً إلى أن "هذه الدعوات تأتى بالسلب على القوى المدنية بالمجتمع التي هدفها التغيير السياسي الحقيقي؛ حتى تصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق الإنسان وكرامته، بينما هذه الدعوات تعطل الحراك الجماهيري والسياسى وتعطى فرصة أكبر للقبضة الأمنية والنظام الحالى للبطش بمعارضيهما".