رفض مجلس الشعب في جلسته أمس برئاسة الدكتور أحمد فتحي سرور بالإجماع كتاب شفرة دافنشي للكاتب دان براون، وطالب بحظر تداول نسختيه العربية والإنجليزية في الأسواق المصرية ، وعدم السماح بعرض الفيلم المأخوذ عنه على شاشات السينما المصرية. وحذر الدكتور سرور من الصراع بين الثقافات، واعتبرها أشد خطرًا من الأسلحة النووية لأنها تزرع بذور الفتنة بين الشعوب ، داعًيا إلى احترام قدسية الأديان ورفض الكتابات التي تسيء إليها. وشن النواب المسيحيون ومنهم جورجيت قليني والدكتور إدوارد غالي الذهبي وابتسام حبيب وإسكندر غطاس هجوما حادا على الكتاب والفيلم ، وتضامن معهم أعضاء المجلس الذين طالبوا بمصادرة الكتاب وعدم عرض الفيلم المأخوذ عنه، ووصفوه بأنه أسطورة صهيونية ويحمل أفكارًا تسيء للمسيح الذي يجله الإسلام والمسلمون. ودعت قليني التي أحضرت نسختين من الكتاب إحداهما بترجمة عربية إلى مصادرة هذا الكتاب الذي يسيء بصورة بالغة للمسيحيين ، الذين رفضوا من قبل كتاب "آيات شيطانية" للكاتب سلمان رشدي لأنه يسيء للوحدة الوطنية. وأشارت النائبة ابتسام حبيب إلى أن كل أبناء الشعب المصري يستنكرون هذا الفكر الخبيث الذي يروج تحت شعار حرية التعبير، وطالبت بمنع دخول الفيلم إلى مصر. وتضامن رئيس المجلس د. فتحي سرور وباقي أعضاء المجلس مع زملائهم المسيحيين الذين طالبوا بمصادرة الكتاب وعدم عرض الفيلم المأخوذ عنه. من جانبه، رفض حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين" الإساءة للمسيح والعذراء، مؤكدا أن ذلك ليس من باب المجاملة للمسيحيين وإنما لترسيخ العقيدة الإسلامية التي ترفض الإساءة للأنبياء وتؤمن بكل الرسل . وأشار إلى أن المجلس الذي رفض الإساءة للرسول الكريم في واقعة الرسوم الدانماركية يرفض أيضًا الإساءة للسيد المسيح والسيدة مريم العذراء. وأعلن فاروق حسني وزير الثقافة في بيانه أمام المجلس مصادرة كتاب "شفرة دافنشي" ومنع دخول أو عرض الفيلم المأخوذ عنه لإساءتهما للدين المسيحي، مؤكدًا أن الرقابة على المصنفات الفنية ترفض أي أفلام تسيء للأديان وتخدش الحياء الاجتماعي. وأوضح أن الفيلم لم يدخل مصر حتى الآن ، لكن هناك عمليات قرصنة تم إدخاله عن طريقها، مشيرا إلى أن الوزارة تحدثت مع الشركة التي حصلت على حق عرض الفيلم في مصر وأجلت عرضه لأجل غير مسمى. في السياق ذاته، قال الوزير إن وزارة الإعلام هي المسئولة عن دخول الكتب الأجنبية لمصر ، وأنها سوف تتابع هذا الموضوع وتعمل على منع دخول الكتاب المأخوذ عنه الفيلم ومصادرته. وتدخل الدكتور زكريا عزمي قائلاً: إن المسئولية تضامنية بين أعضاء الحكومة ولابد أن تتعهد الحكومة أمامنا بمنع دخول الكتاب ومصادرة ما هو موجود فعلا، وعقب الوزير بقوله : إن الوزارة سوف تقوم بدورها بالتضامن مع الجميع لمنعه ومصادرة الكتاب الذي يزعم مؤلفه أن السيد المسيح عليه السلام تزوج مريم المجدلية وأنجب منها طفلاً. يذكر أن الفاتيكان والكنيسة المصرية والأزهر الشريف ورجال دين مسلمين في دول عديدة طالبوا بمنع عرض الفيلم لإساءته للمسيحية.