اعتبرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن قرار الحكومة المصرية بحظر تداول كتاب "شفرة دافنشي" – المثير للجدل – في الأسواق ومنع عرض الفيلم المأخوذ عنه في دور السينما قد حال دون حدوث مزيد من الصدامات بين المسلمين والمسيحيين. ولفتت الصحيفة إلى المعارضة الشديدة التي أبداها النواب الأقباط في مجلس الشعب إزاء عرض الفيلم، وخصت بالذكر نائبة الحزب الوطني جورجيت صبحي التي حملت نسختين من الكتاب أثناء مناقشة القضية بالبرلمان، مطالبة بحظره لما يتضمنه من إساءات إلى العقيدة المسيحية. وكانت النائبة المذكورة من بين نواب المعارضة والمستقلين الذين وقعوا على طلب موجه للرئيس مبارك من أجل إطلاق سراح الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد" المسجون حاليًا، إلا أنها – وبحسب الصحيفة - شطبت توقيعها عندما احتاجت مساعدة الحكومة في حظر كتاب "شفرة دافنشي" . واعتبرت الصحيفة أن هذه الواقعة بمثابة دليل على التناقض الذي يسود الحياة السياسية في مصر، مشيرة إلى أن الحقوق السياسية وحرية التعبير لا تنسجم مع ما أسمته الطموح السياسي. ورأت أن من بين مفارقات الجدل الذي أثارته رواية وفيلم "شفرة دافنشي" ما وصفته بالائتلاف الديني بين الأقباط وجماعة "الإخوان المسلمين"، التي أعلنت رفضها لأية هجمة ضد الدين، إلى حد أن بعض قيادات الجماعة شبهوا "فيلم دافنشي كود" بالرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وزعمت الصحيفة الإسرائيلية أن الاستقرار في مصر قد تزعزع بفعل الأحداث التي شهدتها مدينة الإسكندرية، بعدما تعرض أقباط لهجوم بسلاح أبيض ، وهو ما اتبعه المسيحيون بالخروج في مظاهرات ضخمة في شوارع المدينة.