طالبت لجنة القوات المسلحة، المنبثقة عن مؤتمر "الوفاق القومي" في اجتماعها أمس برئاسة الدكتور ماهر هاشم، المعتصمين بميدان التحرير للأسبوع الثاني على التوالي بفض اعتصامهم، خاصة وبعد أن بدأت تطغي عليهم "عصابات من البلطجية تسئ إلي صورة الديموقراطية والحركة الثورية الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير وكانت مثار إعجاب كافة القوى العالمية". ودعت اللجنة إلى ضرورة اليقظة والوعي بالمخاطر الناجمة عن تشرذم القوي الثورية إلى فصائل تتنازع فيما بينها، الأمر الذي يهدد استقرار البلاد، مع ضرورة المساعدة في سرعة تشكيل الحكومة الجديدة بدلا من وضع العراقيل، بدعوى أن التشكيل يتم على شكل صفقات سياسية. وشددت خصوصًا على ضرورة فض الاعتصام بشكل فوري لحماية الاقتصاد الوطني من خطر التدهور، الذي يعكس تراجع مؤشر البورصة يوميا في غير الصالح الوطني. وحذرت من خطر تفاقم ظاهرة البلطجة التي طغت علي المعتصمين، حيث توجد هناك جهات خفية لها مصلحة في استمرار التدهور في المجتمع المصري، تقوم بدعم البلطجية، سواء بالمال أو تقديم الوجبات علي مدار اليوم. وقال إنه في ضوء ذلك "أصبح ميدان التحرير سبوبه لمحترف البلطجة للحصول علي المال والطعام، وهؤلاء أحرص على استمرار هذا الوضع بصرف النظر عن مدى الخطر الذي يمثله على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاستقرار والأمن في البلاد". لكنها في ذات الوقت طالبت بضرورة تحقيق أهداف الثوار، المتمثلة بالإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق، باعتبارهم من أرباب الفساد المالي والسياسي، ومحاكمة المسئولين عن قتل الثوار، حتى لا يضيع دم هؤلاء هدرا، والتخلص من كوادر النظام السابق بكافة المواقع بالدولة، لتطهير المجتمع من عناصر الفساد التي تهيمن علي صناعة القرار، والقضاء على كافة رموز النظام السابق الذي قامت الثورة من أجل القضاء عليه. ودعت اللجنة إلى ضرورة تطوير الأداء السياسي ميدانيا من خلال دعم تواجد الثوار في الشارع بكافة المحافظات، للتعرف على مطالب المواطنين، والعمل على حل تلك المشاكل التي يعاني منها الناس في حياتهم اليومية، مع تشكيل لجان بالمحافظات لمتابعة تنفيذ الحلول لها.