فى الوقت الذى يواصل فيه أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل، اجتماعاته بعدد من نواب برلمان 2010، للترتيب للانتخابات البرلمانية المقبلة، أبدت عدة قوى مدنية تخوفها من سيطرة فلول النظام الأسبق على مجلس النواب المقبلن بسبب اعتمادهم على الأموال والإعلام في الدعاية الانتخابية، محذرة من المادة 146من الدستور، نظرًا لمنحها مجلس النواب المقبل حق اختيار رئيس الوزراء. وأكد إيهاب الخراط، عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي، أن عودة وجوه مثل عز تؤدى إلى الإحساس بأنه لم ولن يتغير شيء إزاء الفساد في مؤسسات الدولة القديمة، مؤكدًا أن المواجهة الشعبية الوحيدة القادرة على مواجهة فلول الوطني، ولابد أن نناضل من أجل إظهار مساوئ استخدام السلطة المالية في السياسة. وأوضح الخراط "لا توجد لدينا منظومة واضحة تحسم معنى إساءة استخدام المال بالسياسة، وفى ظل ذلك من ممكن ارتكاب الجنايات السياسية دون عقاب"، لافتًا إلى أنه "مازالت هناك قدرة على استخدام الرشاوى السياسية والناخبين الذين يحركهم أصحاب المصالح والشركات، لمنح الأصوات لأعضاء الوطني، لكن عز وأمثاله لن ينجحوا بعد السقوط المدوي لنظام مبارك". وطالب ممدوح حمزة، المهندس الاستشاري بتعديل المادة 146، والتي تسمح لمجلس النواب المقبل باختيار رئيس الوزراء من خلال إجراء استفتاء شعبي لتعديلها قبل الانتخابات البرلمانية، لقطع الطريق على البرلمان المقبل في اختيار رئيس الوزراء، مؤكدًا أن النواب القادمين لن يتنازلوا عن سلطة الدستور الذي منحهم إياها ونحن لا نعلم من أين ستأتي الأغلبية المقبلة فى البرلمان. وأشار حمزة إلى أن تلك المادة، مدمرة ومتناقضة تمامًا مع باقي مواد الدستور، وتخلق نوعًا من الصراع بين الرئيس والبرلمان، نظرًا لمنحها النواب حق اختيار رئيس الوزراء ولابد من إعادة صياغتها. وأكد صلاح حسب الله، مساعد رئيس حزب المؤتمر، أن عودة أمين التنظيم السابق للحزب الوطني المنحل للمشهد السياسي تعد نوعًا من البجاحة السياسية، مؤكدًا أن ثورة 25 يناير قامت على فساد مبارك وأعوانه مثل أحمد عز وغيرهم ويجب عليهم الابتعاد عن الساحة حاليًا لرفض الشعب لهم. وقال إن عز يحاول إرباك المشهد السياسي من خلال سعيه إلى تكوين حزب سياسي استعدادًا لدخول البرلمان، مؤكدًا أنه لا عودة إلى الوراء ولن يعود نظام مبارك مرة ثانية. وقال محمد مصطفى، عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل، إن عودة أحمد عز إلى المشهد السياسي تعني أن الانقلاب على ثورة يناير يمضي في طريقه المرسوم سلفًا. وأشار إلى أن الثورة مستمرة والشباب هم وقود هذه الثورة، موضحًا أن النظام الحالي يسعى للقضاء على الثورة من خلال الإجراءات القمعية ضد ثوار يناير ومحاولة الالتفاف على عليها والعودة إلى الوراء.