91 إجمالي المضربين عن الطعام.. 95 منهم داخل أماكن الاحتجاز و32 خارجها.. و"أبو زعبل" رقم واحد فى عدد المضربين "منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشى"، أجمع شتات حلمي وأمشي، لم يبق لى غيره وأمشى، ولكن إلى أى مكان على أن امشي وأنا هنالك على أطراف مدينة، إلى ممرات تنهيها أبواب حديدية؟ أم إلى مكاتب تملؤها وجوهًا قمعية؟ لا بل أيمكنني من الأساس أن أمشي وفى جسدي وهن وفى قلبي وجع". نوع هذا من حوار يدور داخل صدور شخوص خرجوا ثائرين لبلد انتهى بهم الأمر إلى سجونها. معتقلون كانوا بدون تهمة ربما فى منظورهم ولكن فى منظور دولتهم هم مخالفون لقانون يجرم التظاهر. وجدوا من بياناتهم غير جدوى فلجأوا إلى معركة البطون الفارغ، والأمعاء الخاوية، لا يجدون غيرها لفرض رؤيتهم فرضًا على النظام.
وفى إطار توسيع أسلوب الإضراب على مسجوني الجمهورية، فقد حصر مركز النديم بالتعاون مع مراكز حقوقية أخرى عدد المضربين عن الطعام والمضربين بشكل جزئي، وجاء فى أخر إحصائية صادرة عن المركز صباح اليوم الموافق 8 أغسطس، أن عدد المضربين وصل ل 91 مضربًا، منهم 59 داخل مكان احتجاز و 32 خارجها. وجاءت الإحصائية بأن ال59 المضربين من بينهم أربعة تأكد من إضرابهم بشكل رسمي هم سناء سيف الإسلام ومحمد عبد الرحمن الشهير ب" نوبي"، ومحمد أحمد يوسف سعد "ميزا"، وأحمد دومة.
وتتابع الإحصائية أن المضربين خارج أماكن الاحتجاز منقسمين إلى إضراب كلى وأخر جزئي، ويضم الأول 11 ناشطًا هم : ياسين محمد وإسلام طلعت جيكا ومني سيف وليلي سويف وكالوشا وممدوح جمال ويحيي عبد الشافي وبيتر جلال ومصطفي يسري وعبد الله زكي ومحمد الباز، فيما يقوم بالنوع الثاني عدد خمسة نشطاء لم يتوافر عنهم حتى الآن أوراق رسمية.
وتضم الإحصائية عدد النشطاء الذين دخلوا فى الإضراب ثم لجأوا إلى فكه وبلغ عددهم 37 فردًا، وكانوا فى أماكن احتجازهم، فيما فك الإضراب خارج مكان احتجازه فرد واحد فقط.
وعلى مستوى توزيع النشطاء المضربين على السجون فيضم سجن أبو زعبل 34 مضربًا، وسجن طرة 12 مضربًا، وقسم الجيزة 5 مضربين، وسجن النساء بالقناطر 4 مضربين، وسجن الفيوم العمومي مضربين، وقسم شرطة مدينة نصر ثان مضرب واحد.
وعن حالة كل مضرب قانونيًا، منهم 27 مضربًا تمت إحالة قضيتهم ولم يتم تحددي جلسة للمحاكمة، فيما يبقى 12 منهم يلقى مصيره أمام تحقيقات النيابة، و11 مضربًا يلقون حكمًا قضائيًا بالحبس، و5 آخرون تم تأجيل المحاكمة لهم، وأربعة غير معلوم وضعهم حتى الآن.
وعلقت الدكتورة سوزان فياض، الطبيبة بمركز النديم، على الإحصائية قائلة إن مبدأ الإضراب عن الطعام يعد آخر مرحلة من مراحل المعارضة والمقاومة، التى عندها يفقد الناشط الأمل فى تغير الواقع فيلجأ للمقاومة بجسده. واعتبرت فياض أن لجوء الشباب لاعتصام فى المجلس القومي لحقوق الإنسان رغم عن المجلس وإعلان الإضراب من داخله يعد تطور فى منهج النشطاء، قائلاً: فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إننا نعذرهم ونؤيد تحركهم فى ظل وقوع أحكام قضائية كبيرة عليهم بدون تحرك من الأحزاب.
يذكر سبع شباب من المتورطين فى قضية مجلس الشورى قرروا الاعتصام بالأمس الأحد بمقر المجلس القومى لحقوق الإنسان مطالبينه بحمايتهم ما اعتبروه ظلم واقع عليهم بعد الحكم على كل منهم بالسجن 15 عامًا.