قال محمد المنشاوي, الباحث المصري في معهد الشرق الأوسط بواشنطن, إن الموجه الأول للسياسة الخارجية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي, هو العداء للربيع العربي والعداء لتيارات الإسلام السياسي, التي تمثلها جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر، وكل من يتبعها إقليميا, مثل حركة حماس, أو التيارات الإسلامية في ليبيا وذلك بحسب كلامه. وفيما يتعلق بالتعاطي المصري مع ملف غزة، ضرب المنشاوي مثلا بما حدث أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي أرسل رئيس الوزراء هشام قنديل في اليوم الثاني لبدء العدوان إلى قلب غزة ليعلن تضامن مصر حكومة وشعبا مع الشعب الفلسطيني، ولكنه أوضح أن موقف نظام السيسي اختلف هذه المرة لأنه أظهر موافقة للعمليات الإسرائيلية العدائية ضد حركة حماس. وبالنسبة للسياسة المصرية في ليبيا، قال المنشاوي في تصريحات لقناة "الجزيرة" إن المليشيات المتصارعة تشكل خطرا على مصر بغض النظر عمن يحكم مصر، وأضاف أن وقوف نظام السيسي بجانب أحد الأطراف المتصارعة يعتبر خطأ كبيرا ويعرض مصالح مصر للخطر، إذ إن هناك حوالي ثلاثة أرباع مليون عامل مصري داخل ليبيا قد يكونون عرضة للهجوم من الميليشيات, التي تم الاعتداء عليها مؤخرا. ويرى البعض أن موقف مصر من حركة الإخوان المسلمين انعكس على موقفها إبان المفاوضات, التي جرت مؤخرا على أراضيها بين إسرائيل وحركة حماس، إذ حاولت إضعاف الموقف التفاوضي لوفد حماس، رغم نفيها المتكرر ذلك. وفي الشأن الليبي، فقد اتُهمت مصر بتنفيذ هجمات جوية بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة ضد مسلحين إسلاميين في طرابلس, وهو ما نفته القاهرة أيضا.