أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن القدس تمثل "خطا أحمر للمسلمين"، بينما اعتبر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقعته حركتا "فتح" و"حماس" و13 فصيلاً فلسطينيًا بأنه يمثل انطلاقة مهمة لاسترداد جميع الحقوق. وشدد الطيب خلال استقباله أمس رمضان شلح الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامية" الفلسطينية والذي قدم عرضا عن الأوضاع في فلسطين بعد توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة على أهمية استمرار الوحدة الفلسطينية بين جميع الفصائل واصفا قضية القدس بأنها "خط أحمر للمسلمين في جميع أنحاء العالم بصفه عامة والأزهر الشريف بصفه خاصة". وقال إن القدس هي العاصمة الموحدة لدولة فلسطين المستقلة، كما يجب أن يكون هناك صوت فلسطيني واحد يدافع عن المسجد الأقصى أولي القبلتين، حيث أن تعدد الأصوات الفلسطينية يؤدي إلى ضعف القضية الفلسطينية، ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا التي أكد فيها أن وحدة القدس هي أحد أسس وحدة شعب إسرائيل. من جانبه، أكد شلح علي الدور المصري البارز لدعم آليات تنفيذ المصالحة الفلسطينية وموقفها الرائد تجاه الشعب الفلسطيني. ووصف الأزهر الشريف بأنه سياج ورأس حربة للقضية الفلسطينية والدفاع عن المقدسات الإسلامية. صرح بذلك السفير محمود عبد الجواد المستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر. من جانبه، هنأ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمصالحة التاريخية التي تمت على أرض مصر العروبة لإنهاء الانقسام بين الأشقاء الفلسطينيين والعودة إلى روح الجماعة ودعم وحدة الصف بما يتفق مع المنهج الإسلامي الحنيف الذي نهى عن الفرقة والشتات والاختلاف ويعزز كذلك سعيهم وقدراتهم لاسترداد جميع حقوقهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكد خلال لقائه الرئيس الفلسطيني ظهر أمس في مصر الجديدة علي أهمية وضرورة استمرار الدعم العربي للاتفاق التاريخي باعتباره انطلاقة جديدة ومهمة نحو وحدة الصف الفلسطيني والعربي. وأضاف أن فلسطين في قلب كل المصريين مسلمين ومسيحيين وأن جميع المصريين فرحوا واستبشروا خيرًا بالمصالحة التاريخية التي تمت على أرض الكنانة مصر في عهدها الجديد. وأكد على حرص المؤسسة الدينية ( الأزهر الشريف – والأوقاف – ودار الإفتاء ) على نشر تعاليم الإسلام السمحة في الداخل والخارج، مضيفًا أننا في أمس الحاجة الآن لمزيد من التنسيق والتعاون في المرحلة الفارقة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية. من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني أن مصر في قلب كل العرب، وأنه حضر إلى القاهرة للتشاور في استحقاقات المرحلة القادمة التي تتطلب جهداً وتنسيقاً كاملاً بين كل الأشقاء العرب وأن مصر هي الشقيقة الكبرى والمناصر الحقيقي للقضية الفلسطينية. وأضاف أن تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين جاء تتويجاً للجهود المصرية التي ساندت القضية الفلسطينية وأن جميع الفلسطينيين يعتبرون المصالحة دفعة قوية للإعلان عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأكد أنه حرص على لقاء الدكتور علي جمعة باعتباره من أبرز القيادات الدينية الوسطية في العالم وأنه يعول كثيرًا على المؤسسة الدينية المصرية في ترشيد المرحلة القادمة من تاريخ مصر. ووجه مفتي مصر نداء لأبناء فلسطين قائلا: "أتمنى عليكم جميعا أن يترجم الاتفاق إلى مصالحة حقيقية على أرض الواقع تجنب فلسطين وطنا و شعبا فتنة الانقسام و الاقتتال وتؤسس بهذه المصالحة المباركة لمرحلة جديدة قوامها التوافق والبناء الوطني و التنمية" .