على كثرة الذين طلبوا العفو لمبارك والتجاوز عن بعض ما أرتكبه من جرائم .. الا ان اخر من كان يحق له ذلك هو شيخ الازهر الذي تجاهل الشريعة الاسلامية وما ينبغي تطبيقه من نصوصها على الرئيس المخلوع بسبب ما اقترفه من قتل للابرياء . وسرقه للمال العام . وما نشره من فساد في رجوع البلاد طولاً وعرضا ً . لقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم سبب هلاك الامم من قبلنا في تركنا للشريف إن سرق واقامة الحد عن الضعيف . " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها " . هكذا انكر الرسول على صحابته أن يتشفعوا عنده في حد السرقة لأمرأة من عليه القوم . حين طلبوا منه أن يعفو عنها أكراما ً لاهلها . فقد رأى أن هلاك الامم في اعفاء السارق من العقوبه . فهل كان فضيله الامام الاكبر يقصد ادخال مصر في زمرة الامم الهالكة بالعفو عن مبارك نظرا ً لكبر سنه . او ما قدمه لمصر خلال سنوات حكمه كما قال ؟ ! لقد رفض مبارك أن يصدر عفوا ً عن الفريق سعد الدين الشاذلي الذي لم يرتكب شئ مما أرتكبه مبارك من جرائم . واصر مبارك على ان يدخل الشاذلي السجن . بسبب ما قال أنه افشاء لبعض الاسرار العسكرية الخاصة بحرب أكتوبر . في زمن أصبح فيه عدونا صديقا ً وصديقنا عدوا . ولم تعد هناك أسرار يمكن لأحد أن يفشيها . ولم يغفر للشاذلي لدى مبارك . انه كان القائد الحقيقي لهذه الحرب . وكان مبارك نفسه واحدا ً من مرؤسيه فيها . وليته اكتفى بذلك بل جرده من كل النياشين والاوسمه التي كان قد حصل عليها باستحقاق . وامر بازالة اسمه من بانوراما حرب أكتوبر . وأخفاء أسمه من كل سجلاتها . لوكان مبارك قد ضرب لنا المثل في كيف يكون العفو عن خصومه ومعارضيه لوجدنا المبرر للعفو عنه . ولكنه اختار طريق التنكيل بكل معارضيه الشرفاء الذين لم يرتكب احد منهم ما ارتكبه مبارك من سرقة مال الشعب او قتل المواطنين . وكان كل ما ارتكبه هؤلاء من اخطاء انهم لم يسبحوا بحمده او يركعوا لسموه ! ليبقى السؤال اذن – من الذي يملك العفو عن مبارك ؟ هل هم قتضاته الذين يتولون محاكمته . أم المجلس العسكري ؟ هل ارتكب مبارك جريمة في حق احد من هؤلاء ليملك العفو عنه ؟ فاذا قرر اهالي الشهداء العفو عنه . فهل سيقبل ذلك الملايين من المواطنين الذين افقرهم واماتهم من الجوع والمرض ؟ واذا قبل هؤلاء العفو عنه . فهل سيقبله مرضى الفشل الكلوي والسرطان وسكان العشوائيات الذين سرق احلامهم في حياه حرة كريمة ؟ واذا قررنا جميعا ً العفو عن مبارك والتنازل عن حقوقنا لديه . فكيف ننجو من الهلاك الذي وعدنا به الرسول حين نترك السارق حرا ً بلا عقاب . فهل نقبل الهلاك مرتين . مرة على يديه . ومرة أخرى بسبب العفو عنه . اجبنا يا امامنا الاكبر !!