بدأ الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء مشاوراته مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للاتفاق على اختيار شخصية دبلوماسية لحقيبة الخارجية بعد اختيار الدكتور نبيل العربي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة. وطرحت بورصة التوقعات ثلاث شخصيات لخلافة العربي في مقدمتهم السفير نبيل فهمي سفير مصر السابق في واشنطن والذي طرح اسمه من قبل لشغل هذا المنصب خلال الفترة الماضية والذي يعمل حاليا عميدا لإحدى كليات الجامعة الأمريكية بالقاهرة. ويحظى ترشيح فهمي بتأييد كبير من نبيل العربي وزير الخارجية الحالي، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية المنتهية ولايته، وهو التأييد الذي نقلاه لرئيس مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. لكن ترددت تسريبات حول تحفظ أمريكي على طرح اسم فهمي لخلافة العربي خصوصا أنه أنهى عمله كسفير لمصر في واشنطن على خلاف مع الإدارة الأمريكية إبان عهد الرئيس السابق جورج بوش وهي المواقف التي دفع ثمنا لها بعد عودته من واشنطن وتمثلت في تقليص دوره وعدم تكليفه بأي منصب داخل الوزارة. ويأتي في المرتبة الثانية سامح شكري سفير مصر حاليا بالولايات المتحدة، وذلك لخبرته الدبلوماسية القوية وتبنيه لمواقف دبلوماسية قوية في إطار العلاقات المصرية الأمريكية وإطلاقه موجة من التصريحات في وسائل الإعلام الأمريكية حول دور مصر الإقليمي القوي ودعمها للمصالح الأمريكية بالمنطقة ردا على تدخلات أمريكية في الشأن المصري وهو مواقف قد تكون أزعجت واشنطن. كما تتحدث الترشيحات عن احتمالات ترشيح السفير محمد العرابي مساعد وزير الخارجية سفير مصر السابق في ألمانيا، لما يمثله من ثقل داخل وزارة الخارجية وشغله منصبه في برلين لعدة سنوات، وإن كانت أسهمه لا تقارن بكل من شكري وفهمي اللذين يعدان من أبرز الأسماء لشغل منصب وزير خارجية بعد نهاية ولاية العربي في يوليو القادم. فيما استبعدت مصادر دبلوماسية ترشيح الدكتور مصطفى الفقي لهذا المنصب بعد استبعاده بصورة مفاجئة من الترشيح لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، واضطرار مصر إلى سحب ترشيحه لعدم وجود توافق عربي عليه خاصة من قطر والسودان. كما استبعدت إمكانية طرح السفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية وذلك لارتباطه الوثيق بالنظام السابق وشغله منصب سكرتير الرئيس المخلوع للمعلومات والمتحدث الرسمي باسم رئاسة للجمهورية، فضلا عن أن مسيرته الدبلوماسية خالية من أي إنجازات وانعدام القبول له في وسط الدبلوماسيين بوزارة الخارجية باعتباره ضابط شرطة سابق. من جانبه، قلل الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق ل "المصريون" من الجدل المثار حول تحديد هوية وزير الخارجية القادم، معتبرا أن الأهم هو السياسات المنوط بالوزير تنفيذها، وإن أكد ضرورة اختيار شخصية لم ترتبط بالنظام السابق لإدارة الدبلوماسية المصرية. كما طالب بضرورة تطهير وزارة الخارجية من حوالي 10 سفراء في الخارج لارتباطهم بالنظام السابق ودفاعهم المستميت عنه، وهو ما يجعل استمرارهم في مناصبهم محل تساؤل كبير، خصوصا أن بعضهم تآمر على الثورة وحاول إبرام صفقات لإمداد الشرطة بأجهزة أقنص وأسلحة لتصفية المتظاهرين.