أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنه أرسل برقية للرئيس الأمريكى باراك أوباما يطالبه فيها بالإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجهاديين في مصر المسجون بالولايات المتحدة منذ 18 عاما وإعادته إلى وطنه مصر، باعتباره شيخا ينتمي إلى المؤسسة الأزهرية وأحد أبناء الأزهر الشريف. وأشاد خلال استقباله أمس وفدًا من "الجماعة الإسلامية" برئاسة المهندس كرم زهدي، والدكتور ناجح إبراهيم بالمراجعات الفقهية التي أطلقتها الجماعة قبل سنوات، واعتبرها بمثابة تحول فكري شجاع أعاد الجماعة والمنتسبين لها إلى الفكر الأزهري المعتدل الذي ينبذ العنف ويرفض دعاوى التكفير. وحث كل التيارات والحركات الإسلامية على أن تحذو حذو الجماعة بالعودة إلى تبنى النهج والفكر الإسلامي الأزهري الوسطي المعتدل ونبذ دعوى الفرقة والتكفير واحترام حقوق الآخرين التي أقرتها الشريعة الإسلامية. من جانبه، أشاد الدكتور ناجح إبراهيم منظّر "الجماعة الإسلامية" بمبادرة شيخ الأزهر لعقد مؤتمر يجمع كل التيارات والحركات الإسلامية، لجمع الصف وتوحيد الكلمة، ونبذ الخلاف بين الحركات الإسلامية. وثمن قيام الطيب بإرسال خطاب للرئيس الأمريكي منذ 20 يوما طالبه فيه بالإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن، واعتبر أن "هذا موقف ليس بغريب عن شخصية الإمام الأكبر". وأدان ناجح الاعتداءات على الكنائس في الآونة الأخيرة، وقال إن مرتكبي تلك الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات القتلى من المسلمين والأقباط ليسوا سلفيين ولا يفقهون الفكر السلفي. وأشار إلى أن "الجماعة الإسلامية" تقر بمرجعية الأزهر داخل مصر وخارجها، وأن الأمل معقود على شيخ الأزهر لترشيد أداء وعمل كل التيارات الإسلامية والتي تشرف جميعها بالعمل تحت راية الأزهر الشريف. فيما أكد كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة، أن زيارة "الجماعة الإسلامية" لشيخ الأزهر جاءت دعما لمبادرته لتوحيد الخطاب الدعوى الإسلامي فى هذه المرحلة بالغة الأهمية التي تمر بها البلاد. من جهة أخرى، استقبل شيخ الأزهر الأربعاء وفدا قبطيا برئاسة رجل الأعمال نجيب ساويرس وعدد من المفكرين الأقباط. وطالب ساويرس شيخ الأزهر بحماية الأقباط في مصر وحل المشاكل بين المسلمين والمسيحيين، واصفا الأزهر بأنه يمثل المرجعية والسد المنيع ضد أية أفكار تحاول التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، لأنه دائما يمثل حصن الأقباط ويدافع عنهم على مدار تاريخه. وحث الأزهر والكنيسة على عدم التدخل فى الأزمات المتعلقة بأسلمة أو تنصير المواطنين، وبضرورة وضع قانون رادع لعدم التجمهر أمام دور العبادة. وأكد الطيب أن الشريعة الإسلامية تحرم المساس بدور العبادة الخاصة لغير المسلمين وتوجب حمايتها ورعايتها، وحذر من دعاة الفتنة الطائفية والفتاوى غير المسئولة التي تهدد بحرق الوطن وإثارة الفتنة الغريبة عن المجتمع المصري.