قرر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مجلس شورى جماعة "الإخوان المسلمين"، والأمين العام لاتحاد الأطباء، العرب اللجوء إلى القضاء لرد الاعتبار له واستصدار أحكام قضائية تبطل الأحكام التى سبق وأن صدرت بسجنه من جميع المحاكم، بما فيها محاكم أمن الدولة طوارئ والمحاكم العسكرية في القضايا التي تم تقديمه فيها للمحاكمة طوال الثلاثين عامًا الماضية. وتعرض أبو الفتوح للاعتقال مرارًا إبان عهد النظام السابق وسجن في أحد قضايا المحاكم العسكرية لجماعة "الإخوان المسلمين"، حيث صدر ضده حكم بالسجن في عام 1996 لمدة خمس سنوات. ويثير سعي أبو الفتوح لإعادة الاعتبار تساءؤلات حول علاقة إجراء كهذا باحتمال ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة. لكن مختار نوح محامي أبو الفتوح أكد ل "المصريون"، أن مثل هذا الإجراء القانوني هو إجراء عادي وطبيعي جدًا لإلغاء الاحكام التي تصدر ضد أي مواطن. وشدد على أحقية أي مواطن في اتخاذ الإجراءات التى ترد له اعتباره، وخاصة في مثل حالة الدكتور أبو الفتوح، والذي كان يتعرض لمطاردات دائمة في عهد نظام مبارك، حيث كان ينكل به ويتم إحالته لمحاكم أمن الدولة والمحاكم العسكرية. يأتي هذا فيما تصاعدت حملات الدعم لأبو الفتوح في قواعد "الإخوان" وخاصة في أوساط الشباب لترشيحه للترشح لرئاسة الجمهورية، على الرغم من القرار الصارم والحازم من جانب الجماعة بعدم مساندة أي مرشح يخالف قرارها بعدم الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية. وبدأ قطاع كبير من شباب الإخوان بالقاهرة والمحافظات حملة تأييد لأبو الفتوح على المنتديات بما فيها منتدى شباب الإخوان على شبكة الإنترنت وغيرها من المنتديات والمواقع الإخوانية, وتصدى عدد منهم للرد على الهجوم الذى يتعرض له القيادي الإخواني البارز بسبب ما يتردد عن عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية. وأكد الشباب المؤيد لأبو الفتوح أن "الشرع الحنيف علمنا أن ننزل الناس منازلهم وأن نعرف لهم قدرهم وأن نعرف الفضل لأصحاب الفضل", وأضافوا: "للأسف نجد بيننا من يخالف هذا النهج الكريم ووجدنا على هذا المنتدى الذى يمثل شباب الاخوان من يطرح موضوعًا يتطاول فيه على قامة كبيرة ورجل من رجال الدعوة له سبقه وتاريخه هو أستاذنا الكريم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي ينبغي على الجميع أن يتعلم منه ويقتدى به, خاصة وأنه من أبرز قادة الصحوة الإسلامية في السبعينات وموقفه امام السادات يعرفه الجميع, أما أعماله في مجال الإغاثة فهي أكثر من أن تحصى, بالإضافة إلى رحابة أفقه وفكره المتفتح الذي جعل قلوب الناس تميل إليه من كافة أطياف المجتمع". الجدير بالذكر أن عبد المنعم أبو الفتوح غاب عن اجتماعات مجلس شورى الإخوان التي عقدت يومى الجمعة والسبت الماضيين بمقر الجماعة بالمقطم, وهو ما فسره مراقبون بأنه ترجمة لحالة الجفاء والتباعد بينه وقيادات الجماعة، على خلفية قضية الترشح لرئاسة الجمهورية. وكانت الجماعة اتحذت قرارا حاسما بعدم الدفع بمرشح من أعضائها لرئاسة الجمهورية، وأشارت إلى أنها لن تعطي صوتها لأي إخواني قد يرشح نفسه لتلك الانتخابات، فيما بدا رسالة طمأنة للقوى السياسية والرأى العام في مصر والمجتمع الدولي بأن الجماعة لا تخطط للاستئثار والهيمنة على الحكم.