نفى الموقع الشخصي للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مجلس شورى جماعة "الإخوان المسلمين" أن يكون أصدر بيانات تتعلق ب "استقلاله" عن الجماعة، بعد أن وزع بيانًا أمس على الصحف ووسائل الإعلام بأنه قرر الاستقالة والتفرغ للعمل العام خارج الأطر التنظيمية للجماعة. وكان بيان منسوب لأبو الفتوح موقع باسم "ابن مصر" جاء فيه، إنه "بعد قيام الثورة المصرية الشعبية المباركة في 25 يناير وما أحدثته من سقوط رأس النظام المستبد الفاسد، فقد قررت أن أجعل الواجب الوطني بنكهته الدينية المصرية البسيطة هو جل اهتمامي فى الفترة القادمة، وأن أعطيه كل جهدي وما تبقى من حياتي". وأكد أن هذا الأمر يتطلب الاستقلال عن الارتباط بتنظيم بعينه لينطلق مشاركًا في تجمع يعبر تعبيرًا جليًا عن روح وعبق ثورة ال 25 من يناير برحابتها واتساعها وتنوعها, وأعلن احترامه وحبه ووده لكل من عرفه وعايشه، وممن كان يمثلهم عبر الفترة السابقة في مجال العمل العام، بحسب ما ورد في البيان. لكن الموقع الشخصي لأبو الفتوح على الإنترنت نفى صدور أي بيانات عنه بهذا الشأن أو أن يكون استقال بالفعل من الجماعة، وذكر أنه هاتف الدكتور محمد بديع المرشد العام ل "الإخوان المسلمين" للاطمئنان عليه بعد "أن هاجم جهاز مباحث أمن الدولة ببنى سويف منزله أثناء غيابه عنه", وكذا شكره على سؤاله عنه أثناء العملية الجراحية التى أجراها منذ ثلاثة أيام. وكانت أنباء قوية ترددت خلال الأيام الماضية أن أبو الفتوح سيستقيل من جماعة "الإخوان" ويقوم بإنشاء حزب سياسي تحت اسم حزب "النهضة" هو وصديقه ورفيقه الإخواني الدكتور إبراهيم الزعفراني، وربطت بين استقالته ورغبته في خوض معركة الترشح على منصب رئيس الجمهورية، بعد أن أعلنت الجماعة أنها لن ترشح أحدا من أعضائها في الانتخابات المقبلة. ورأى أبو الفتوح في بيانه أن "الشعب استعاد عافيته وحيويته، وجرت في كل عروقه أنهار الإيجابية، والتي تجلت فى مشهد يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وأصبح الشعب المصري يتنفس رياح التغيير والمشاركة في بناء "مصر الحرية.. مصر الكرامة.. مصر النهضة.. مصر القيادة.. مصر الريادة.. مصر بهويتها الأصيلة وحضارتها الممتدة في عمق التاريخ، كما شاهدت أمة مصرية متعانقة متآلفة، متعايشة على أرض ميدان التحرير بتنوع عقائدها وفصائلها وشرائحها". ويعرف عن أبو الفتوح أنه أحد أبرز الإصلاحيين "الإخوان" وأكثرهم انفتاحًا على التيارات الأخرى ويوصف بأنه من جيل التجديد داخل الجماعة، وانضم مبكرًا إلى جماعة "الإخوان" وهو من أبرز قيادات جيل الوسط، ودخل في سجال شهير حين كان يشغل منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة مع الرئيس الراحل أنور السادات. واتهم السادات بأن من يعمل حوله هو مجموعة من المنافقين، متعللاً بمنع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة، واعتقال طلاب تظاهروا في الحرم الجامعي، فغضب وأمره بالوقوف أثناء مناقشته، طالبًا منه أن يحترم نفسه لأنه يتحدث مع كبير العائلة (يقصد كونه رئيس مصر)، وقد اعتقل في عام 1981م، ضمن اعتقالات سبتمبر، ثم حوكم في أحد قضايا المحاكم العسكرية لجماعة "الإخوان المسلمين"، حيث سجن عام 1996 لمدة خمس سنوات.