الدولة عرضت إطلاق أبو العلا والكتاتني كبادرة لحسن النوايا.. والجماعة تمسكت بإطلاق سراح جميع معتقليها فشلت مساعي الوساطة الأخيرة بين الدولة و"التحالف الوطني لدعم الشرعية" في آخر لحظة، بعد أن كانت قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في تسوية جميع النقاط المثيرة للجدل، وتمثلت في إمكانية استقالة الرئيس محمد مرسي من منصبه، ودعم جماعة "الإخوان المسلمين" ل "خارطة الطريق"، مقابل تجميد قرار تصنيف الجماعة ك "تنظيم إرهابي"، وإطلاق سراح جميع معتقليها، وفتح تحقيق في مجزرة فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة". وكانت المفاوضات التي قادها الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، وزير الإعلام الأسبق، ورجلا الأعمال إبراهيم وعادل المعلم، بدعم من القياديين الإخوانيين المنشقين كمال الهلباوي ومختار نوح قد أوشكت على النجاح، والوصول لنهاية عشرة أشهر من المواجهات الدموية، قبل أن تتعثر تلك الجهود في اللحظات الأخيرة، بعد أن فوجئ الوسطاء بتمسك جماعة "الإخوان" بضرورة الإفراج عن معتقليها كافة من السجون كشرط مسبق لإتمام الاتفاق. يأتي ذلك على الرغم من أن كان هناك توافقًا في السابق على الاكتفاء بإطلاق سراح الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب السابق، وأبوالعلا ماضي رئيس حزب "الوسط" من أجل قيادة المفاوضات مع الدولة، بعد الانتهاء من الاتفاق المبدئي على الخطوط العريضة، إلا أن هذا الشرط تسبب في تعثر المفاوضات بعد أن كانت قد حققت نجاحات ملحوظة أثارت دهشة الوسطاء من السرعة التي تمت بها. وكان الوسطاء يراهنون على أن إطلاق سراح الكتاتني وماضي يمكن أن يصل بالمفاوضات إلى مرحلة متقدمة، باعتبار أنهمها يمثلان عنصر الاعتدال داخل "التحالف الوطني"، ويمكن الوصول معهما لتفاهمات قد تستطيع الخروج بالبلاد من أزمتها الحالية التي اشتعلت عقب قيام الجيش بالإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. ومهدت الأجواء للمضي قدمًا في المفاوضات, توقف "الإخوان" وحلفائها في "التحالف الوطني لدعم الشرعة" عن التصعيد في الذكري الثانية والثلاثين لتحرير سيناء في الأسبوع الماضي، على الرغم من إعلان الجماعة أن هذا اليوم سيبكون حاسمًا في المواجهة مع الدولة إلا أن مروره بشكل هادئ عزز من إمكانية لدخول في مفاوضات حاسمة. إلا أن أعضاء ب "التحالف" قللوا من أهمية التحركات الرامية لإنهاء الأزمة. وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم "الجبهة السلفية": "لا توجد قناة ذو قيمة حاليًا بين الدولة وبين التحالف، حيث لا تتوفر لدى الدولة أي إرادة سياسية للوصول لمصالحة وطنية بين الدولة والتحالف". وأشار إلى أن "العروض المقدمة للتحالف ليست جدية وجميع الوساطات التي رحب التحالف بالتعاطي معها بشكل إيجابي لم تلق ردًا جادًا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لذا فنحن لا نعول كثيرًا على الأنباء التي تتردد بين لحظة وأخرى عن تعثر المفاوضات". من جانبه، اتهم محمد أبو سمرة، الأمين العام ل "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد"، الإخوان، بمحاولة الوصول لتسوية منفردة مع الدولية بعيدًا عن القوى المنخرطة في "التحالف الوطني"، متسائلًا عن أسرار إعلان تحالف دعم الشرعية عن أسبوع من التظاهرات تحت شعار "حاميها حراميها"، على الرغم من الاتفاق على أن 25 إبريل يعد يومًا حاسمًا. وقال إن "الإخوان تتبنى مواقف غامضة وغير واضحة، في ظل وجود قناة سرية للتفاوض مع الدولة ومحاولات الوصول لأكبر مكسب ممكن، على الرغم من وجود إجماع داخل التحالف على ضرورة أن تتمتع أي قناة للتفاوض مع الدولة بالشفافية". وأشار إلى أن "الإخوان تحاول أن تظهر نفسها للقوى الدولية بأنها المسيطر الأول علي الشارع، وهو ما تنفيه كل التطورات التي تشهدها مصر منذ عدة أشهر، غير أن الجماعة تكابر وتتغافل عن التطورات الحالية"، وفق قوله.