سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفوضية الأمم المتحدة: قرينة البراءة أمر أساسي لحماية حقوق الإنسان والمحكمة لم تملك أدلة إدانة المحكوم عليهم بالإعدام تعليقاً على أحكام الإعدام الجماعية بالمنيا
أدانت نافي بيلاي، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، إحالة محكمة المنيا من محكمة جنايات المنيا 683 متهمًا إلى المفتي تمهيداً للحكم بإعدامهم، قائلة: "إنه لأمر مشين أن تفرض الغرفة السادسة لمحكمة الجنايات في المنيا، وللمرّة الثانية خلال شهرين، عقوبة الإعدام على مجموعات كبيرة من المدعى عليهم بعد محاكمات صورية متسرّعة". واعتبرت - في بيان لها نشر على موقع الأممالمتحدة أمس - فرض عقوبة الإعدام على 683 فرداً في مصر بعد محاكمة جماعية ب"الصادم"، مؤكدة أن هذا خرق واضح للقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأضافت أنه وفقا للمعلومات الواردة، تمّ اتهام ال 683 شخصاً بقتل شرطي واقتحام مركز شرطة العدوة في محافظة المنيا في 14 أغسطس (آب) عام 2014، من بين تهم أخرى، وكما في الحالات السابقة لم تكن التهم الموجهة لكل منهم دقيقة وواضحة، لعدم قراءتها بشكل فردي في المحكمة. وأكدت "بيلاي" أن "قرينة البراءة هي أمر أساسي لحماية حقوق الإنسان في المحاكمة الجنائية وهي تضع على النيابة العامة مسئوليّة إثبات التهمة الموجهة لكل متهم، وتضمن ألا يتمّ افتراض أي ذنب حتى إثبات التهمة الموّجّهة ضدّه أو ضدّها بطريقة لا شكّ فيها، ومشددة على ضرورة إن تتمتع الأفراد بمحاكمات عادلة، قائلة إنه "بدلا من فرض أحكام الإعدام بالجملة، يجب على المحاكم التأكد من أن الأفراد المتهمين يتمتّعون بمحاكمات عادلة، بما في ذلك الشكّ لصالح المتّهم". وأضافت "قد حان الوقت أن تأخذ مصر التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان على محمل الجد"، مشيرة على وجه الخصوص إلى أن مصر قد صدقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وتابعت بيلاي أنه من بين ال 529 شخصاً الذين حكم عليهم بالإعدام من قبل الدائرة السادسة من محكمة الجنايات في المنيا يوم 24 مارس على خلفيّة مقتل شرطي بالإضافة إلى اتهامات أخرى، تمّ تأييد الأحكام الصادرة بحقّ 37 منهم من قبل المحكمة أمس، في حين تلقّى الآخرون عقوبات مخففة تقتضي بالسجن 25 عاما، وهي عقوبة مفرطة بحدّ ذاتها، بالإضافة إلى فرض 20،000 جنيه غرامة. وأكدت المفوضة السامية أنه لا يمكن تطبيق عقوبة الإعدام إلّا على أشد الجرائم خطورة وبعد محاكمة تتضمّن الضمانات القصوى. وأضافت أنه من الواضح أنّه لم يكن هذا واقع الحال في هاتين التجربتين أمام المحكمة الجنائية في المنيا، وإنّ إخضاع المئات من الأفراد لمحاكمة جماعيّة محفوفة بالمخالفات الإجرائية، ليست بكلّ بساطة الأرضيّة المناسبة لفرض عقوبة الإعدام. كما ليست أساساً كافياً على الإطلاق لإصدار حكم السجن مدى الحياة بحقّ 492 فرداّ.