نظم "ائتلاف دعم المسلمين الجدد"، مظاهرتين حاشدتين ظهر أمس، أمام مبنى مجلس الدولة، وأمام مسجد النور بالعباسية، بالقرب من الكاتدرائية المرقسية، للمطالبة بالإفراج عن كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس، وذلك تزامنا مع نظر الدعاوى المطالبة بإلزام الكنيسة بالإفراج عنها. وقررت محكمة القضاء الإداري- الدائرة الأولي أفراد- برئاسة المستشار كمال اللمعي، رئيس محاكم القضاء الإداري، نائب رئيس مجلس الدولة تأجيل نظر الدعوى إلى جلسة 24 مايو لإدخال خصوم جدد، حيث اختصمت الدعوى المجلس العسكري- الذي يدير شئون البلاد- بدلاً من الرئيس السابق حسني مبارك. وكانت مجموعة من المحامين الإسلاميين من بينهم نزار غراب وجمال تاج تقدموا بدعاوى ضد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والبابا شنودة والنائب العام بصفتهم يطالبون فيها بالإفراج عن كاميليا شحاتة، زوجة القس تتداوس سمعان كاهن كنيسة مار جرجس التابعة لإبراشية دير مواس بمحافظة المنيا التي أعلنت إسلامها وترفض الكنيسة الإفراج عنها. في ذات الوقت، نظم أنصار كاميليا وقفة احتجاجية أمام مسجد النور بالعباسية صباح أمس فيما سمي ب "وقفة العزة"، وقد رفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات: "الحرية لكاميليا ولا للسجون في الأديرة"، وأخرى تحمل آية قرآنية "فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار"(الممتحنة10)، كما رددوا هتافات "كاميليا شحاتة لازم ترجع وسط إخواتها تصلى وتركع"، و"بالروح والدم نفديك يا إسلام". ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها "نطالب بخروج المسلمات المحتجزات في الكنائس المصرية" ، و"أديرة أم معتقلات"، و"المحتجزات لدي الكنيسة قنبلة موقوتة لو انفجرت ستدمر مصر"، و"اقضوا على نار الفتنة واطلقوا سراح المسلمات"، وقد انطلق المتظاهرو من مسجد النور في مسيرة حاشدة إلى مقر المجلس العسكري، وهم يهتفون: "شيخ الأزهر يا إمام اعمل حاجة للإسلام". وحظيت المظاهرة بمشاركة نسائية كبيرة ومن بين المشاركات جهاد عاصم التي أشهرت إسلامها وكانت تدعى مادلين سابقًا، وطالبت بالإفراج عن أخواتها المحتجزات ب "سجون الكنيسة". وندد المتظاهرون بتكرار قصة " كاميليا شحاتة " مع فاطمة وهي ضحية جديدة من ضحايا الكنيسة، والتي قالوا إنها أسلمت منذ 14 عاما وتزوجت من مسلم، أنجبت منه ثلاثة أبناء، لكن الكنيسة خطفتها منذ عامين، وهربت بعدها بعد مكوثها بالدير لمدة خمسة أشهر، ومن ثم انتقلت هي وزوجها للعيش بمحافظة أخرى بعيدًا عن أعين الكنيسة، لكنها خطفت مرة أخرى بعد جمعة التنحي في 11 فبراير الماضي. يذكر أن حوالي 1000 شاب من ائتلاف دعم الإسلاميين الجدد تظاهروا في الجلسة الماضية أمام مجلس الدولة لمطالبة المهندس عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والمشير حسين طنطاوى بالإفراج عن المسيحيات اللاتي أعلن إسلامهن وخاصة كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين ومارى ذكى وكرستين مصري قللينى وغيرهم. وقال خالد حربي مدير المرصد الإسلامي والمتحدث باسم ائتلاف الإسلاميين الجدد إنهم رصدوا قرابة 70 حالة تم تسليمها للكنيسة، وهدفه الكشف عن مصير كل المحتجزين داخل الكنائس ومعاقبة من يثبت تورطه في ذلك، والمركز يوفر الدعم الحقوقي لكل المسلمين الجدد، وسوف يتحرك بكل السبل القانونية لدعمهم إرساء لمبادئ الثورة العظيمة. من جهة أخرى، زار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف السابق ووفد كبير من المشيخة صباح أمس البابا شنودة، لتهنئته ب "عيد القيامة"، بحضور الأنبا موسي والأنبا بسنتي وجرجس صالح الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وتطرق اللقاء إلى كل القضايا التي مرت بها مصر خلال الآونة الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالأحداث الطائفية. في غضون ذلك، أعلن "التجمع الوطني لحماية الثورة" عن تنظيم دروع بشرية ولجان شعبية لحماية الكنائس المصرية خلال الاحتفال بعيد القيامة، ليتمكن الأقباط من قضاء عيدهم في أمن وسلام واستقرار. وقال خالد الشريف الأمين العام للتجمع إن هذه الخطوة جاءت "لنؤكد للعالم كله بعد نجاح ثورة 25 يناير تماسك ووحدة هذا الشعب العظيم، ومدى الحب الموجود بين أبنائه، مؤكدا أن مصر اليوم تعيش عهدًا جديدًا، يسوده الحرية والعدالة وتلاحم أبناء الوطن، مسلمين وأقباطًا. وشدد الشريف على أنه قد تبين للقاصي والداني أنه لا يوجد بأرض الكنانة احتقان طائفي؛ بل كان يوجد احتقان سياسي من صنيعة النظام البائد. ووجه التجمع الوطني لحماية الثورة التهنئة للأقباط بعيدهم، وأكد أن الوحدة الوطنية هي الرسالة والهدف الذي يجب أن يحرص عليها الجميع لحماية الثورة، ولبناء مصر الجديدة القوية العزيزة الغالية المتماسكة. واعتبر التجمع في بيانه أن من أهم ملامح المجتمع الناجح، هو تماسكه ووحدته، ومن أهم ملامح الوحدة هو الدفاع عن دور العبادة لدى المسلمين والمسجيين ضد المخربين والمعتدين.