نفى الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني عقب عودته إلى مصر بعد أكثر من 23 عامًا بمنفاه ببريطانيا أن يكون تقدم باستقالته من عضوية جماعة "الإخوان المسلمين"، لكنه أكد استقالته من منصبه الإداري كمتحدث باسم الجماعة في الغرب. وأكد للإعلامية رولا خرسا على قناة "الحياة" بعد ساعتين من عودته لمصر، إنه لا يمانع أن يكون رئيس جمهورية مصر مسيحيًا، مضيفًا: لو صديقي جورج إسحاق (المنسق العام الأسبق لحركة "كفاية") خاض الانتخابات سأرشحه ولو امرأة مثل مارجريت تاتشر (رئيسة وزراء بريطانيا الأسبق) خاضت انتخابات الرئاسة سأرشحها. وأشار الهلباوي الذي قرر العودة إلى مصر بعد أن تأكد عدم إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول إلى أنه سعد بالمعاملة الطيبة في المطار وسعد برؤية محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة "الإخوان" الذي كان في استقباله بمطار القاهرة. وأوضح أن أول انطباع شعر به بعد عودته أن مصر عظيمة بشعبها، وتمنى الهلباوي أن تركز مصر على مستقبلها وأن تهدأ لتبني نفسها كما كان يقول الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي. وقال إنه استشار بعض الإسلاميين في بريطانيا لعودته لمصر، مثل أستاذ محمد صوالحة من فلسطين والدكتور حافظ الكرمي، ومن مصر استشار مهدي عاكف واستشار أهله ووجد أن "أمن الدولة" انتهت دولته، ولم يكن يحافظ على الدولة بل على النظام، فوجد ضرورة العودة للوطن هو وأسرته المكونة من ولدين وبنتين. وأضاف أن أسرته كانت تتردد على مصر بينما هو لم يأت مصر بسبب المطاردات والمنع لأنه زار أفغانستان. وانتقد عهد الرئيس السابق حسني مبارك، ووصفه بالعهد القمعي وبالحاكم المستبد الظالم، وأن نظامه كان نظاما قمعيا منع عظماء مثل مصطفى مشهور ومهدي عاكف ومحمد بديع الذين تعاقبوا على منصب المرشد العام للجماعة من السفر خارج البلاد، واعتبر جماعة "الإخوان" محظورة رغم الادعاء بأنه نظام ديمقراطي، ورغم أن "الإخوان" لهم شعبية في كل مصر وخارج مصر، فهم في 80 دولة وأساسهم هنا في مصر بحكم نشأة الجماعة وتأسيسها على يد الشيخ حسن البنا. وقال الهلباوي إنه لم ينس لنظام مبارك كيف أنه قام باعتقال كمال السنانيري القيادي الإخواني، الذي توفي داخل السجن في مطلع الثمانينات، بعدما قالوا له: عد إلى مصر أنت في أمان وبعد عودته اعتقلوه وعذبوه ثم ادعوا كذبًا أنه انتحر رغم أنه مات من التعذيب. وكشف القيادي الإخواني أنه كان زامل الرئيس السابق حسني مبارك خلال دراسته حيث كان من بلد قريبة من كفر مصيلحة مسقط رأس الرئيس المخلوع، وكان معه في مدرسة شبين الكوم وكان يصغره بخمس سنوات ولم يكن مشاركا لا في عمل سياسي ولا حركة من الحركات ولا حزب ولا الفريق الرياضي بالمدرسة أو بالمركز، كما هو حال الشباب في تلك الفترة. واستطرد الهلباوي: يجب أن تحترم الحرية حتى لو اختلفنا معا، لا نمحي بعضنا البعض ولا نقمع بعضنا البعض ولو الشعب المصري اختار "الإخوان" ما المانع، ولو نزل جورج اسحاق الانتخابات وهو صديقي سأصوت ،له وأيضًا ليس عندي مانع أن ترشح أي امرأة نفسها للانتخابات، ولو في بلدنا امرأة مثل تاتشر ستكون أحسن من كل الحكام العرب وسأصوت لها طالما في صالح بلدنا، فنحن لدينا حكام عرب، لا يعرفون كيف يقرأون أية واحدة في القرآن أو الإنجيل جهلاء لا يعرفون لا العربية ولا الإنجليزية فكيف ستتقدم بلادهم.