أصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، تقريرًا حول الطريقة التي يعامل بها المعتقلون في السجون المصرية، مؤكدة أنهم يتعرضون للاعتداءات الوحشية من قبل رجال الأمن صعقًا بالكهرباء وهم عراة تمامًا، فضلاً عن تعرضهم لاعتداءات جنسية لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، مشيرة إلى أن القضية المعروفة باسم "خلية الماريوت"، والتى وجهت ل20 شخصًا "أجانب ومصريين"، بتكوين شبكة إعلامية تعمل على تشويه صورة مصر في الخارج عن طريق اصطناع مشاهد غير حقيقية وبثها عبر قناتي الجزيرة وال سي إن إن، ملفقة. واستشهدت المنظمة في تقريرها الصادر صباح اليوم بشهادات عدد من أهالي المعتقلين، حيث قال والد الطالب المحتجز أحمد عبدالحميد عبدالعظيم إبراهيم، مواليد 9 سبتمبر 1991، إن نجله كان موجودا في شقة مع بعض أصدقائه ومنهم أنس محمد البلتاجي بغرض المذاكرة معًا، فقامت قوات الأمن بمداهمة المنزل وصادرت هواتفهم ومتعلقاتهم الشخصية، ثم قامت باحتجازهم في مقر أمن الدولة بمدينة نصر لمدة يوم واحد، تم التحقيق معهم فيه، ثم رحلتهم إلى قسم أول مدينة نصر. وأضاف: "وهناك وفور وصولهم تم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، فيما يعرف في عُرف التعذيب ب"التشريفة"، ثم اقتادوهم إلى غرفة يتم فيها تعذيب أشخاص وجعلوهم يشاهدون معتقلين آخرين، وهم عراة يتعرضون لاعتداءات جنسية وتعذيب وصعق بالكهرباء، ثم أخبروهم بأن هذا سيكون مصيرهم فى حالة رفضهم التوقيع على محضر تحقيقات، كما هو، فوافق أحمد على التوقيع خشية التعرض للتعذيب، في حين رفض أنس البلتاجي، فقاموا بتعذيبه تعذيبًا عنيفًا ثم احتجزوه في زنزانة انفرادية لإجباره على التوقيع على المحضر، كما أن ضباط القسم أجبروه تحت التعذيب على التصوير أمام أسلحة خرطوش وأموال، ليتم إثبات أنه من الإرهابيين الممولين، ثم تم ترحيله إلى سجن أبو زعبل، وعقب إثبات ما تعرض له من انتهاكات أمام النيابة، لم تحرك النيابة ساكنًا وقامت بإحالته إلى محكمة الجنايات في تهمة لا صلة لها بالواقع". وأكد أن نجله يعانى من سوء المعاملة فى السجن والاحتجاز فى مناخ غير آدمي، وأنه يتعرض للعديد من الانتهاكات يوميًا دون أن تقوم النيابة بإثبات أو التحقيق في وقائع تعذيبه. فيما روى عبد الحميد عبد العظيم، والد الطالب المعتقل شادي، الحاصل على بكالوريوس حاسبات ومعلومات، أنه في يوم 1 يناير تم اعتقال نجله الآخر برفقة صديقين له تم توقيفهم من قبل قوات الشرطة وقاموا باحتجازهم، دون أن يتمكن من معرفة أي معلومات عنهم، ولمدة أربعة أيام تقدم بعدد من الشكاوى للنائب العام للكشف عن مصير نجله إلى أن علم أنه تم ترحيله إلى سجن العقرب ومعه أصدقاؤه واتهامه في ذات القضية المتهم فيها شقيقه الأصغر، وأفاد بأنه حين توجه إلى سجن العقرب وجد على وجه نجله ويديه آثار تعذيب، وأخبره نجله أنه تم تعذيبه منذ أول لحظات احتجازه، حيث قامت قوات الشرطة بتعصيب عينيه ونزع ثيابه وتقييد قدميه ويديه، ونقلته إلى مكان مجهول، ثم قامت بوضع كيس قماشي أسود على وجهه ثم بدأت بتعذيبه هو وأصدقائه والاعتداء عليهم بالصفع والركل والضرب بالعصى والجلد والصعق بالكهرباء، لإجبارهم على الاعتراف أنهم مراسلون لقناة الجزيرة الفضائية، وأنهم يقومون بالبث المباشر لصالح القناة . وذكر والد المعتقل على ذمة ذات القضية، خالد محمد عبد الرؤوف محمد، مواليد 20 مايو 1992، طالب بالفرقة الثالثة كلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه في يوم الأربعاء 1 يناير ليلاً كان خالد وصديقاه شادي وصهيب في طريقهم لمنازلهم، وفوجئوا بأن قوة من الشرطة تستوقفهم وتقوم بتفتيشهم ثم اقتادتهم إلى قسم شرطة المقطم دون أن تُبدي لهم أسبابًا، ومنعته من الاتصال بأسرته أو إخبار أى شخص عن مكانه، وفى اليوم التالى تم نقلهم إلى مكان مجهول عقب تعصيب أعينهم واستمروا هناك ثلاثة أيام تحت التعذيب والتحقيق، وأكد أن نجله أخبره أنه تم ربط أيديهم وأرجلهم، ووضعوا عصابة سوداء على أعينهم، وتم ضربهم بشكل وحشي وجلدهم وضربهم بالعصى على ظهورهم وأرجلهم وعلى رؤوسهم، وأن الضباط كانوا يقومون بإطفاء السجائر في أجسادهم، وأن نجله ملتح فكان الضباط يقومون بنتف لحيته، كما أنهم تعرضوا للتعذيب بالكهرباء وكانوا مجردين من ملابسهم عراة تمامًا، وكان كل ذلك التعذيب بقصد إجبارهم على التصوير أمام مضبوطات ليست لهم ولكي يقوموا بالتوقيع على المحضر دون أن يغيروا أقوالهم في النيابة، وعقب عرضهم على النيابة أخبروا وكيل النيابة عما عانوه طوال فترة احتجازهم ولم تحرك النيابة العامة ساكنًا، وأمرت بحبسهم بشكل متكرر، إلى أن أحالتهم لمحكمة الجنايات . وأفاد شقيق صهيب سعد محمد، طالب بكلية اقتصاد وعلوم سياسية جامعة 6 أكتوبر، بأن شقيقه تم احتجازه ليلا مع زملائه شادي وخالد، حال عودتهم من مكتب محامي شقيق شادي الأصغر، فتم اقتيادهم إلى قسم شرطة المقطم دون أن يخبروهم بسبب احتجازهم، ثم قاموا بتعصيب أعينهم ونقلوهم إلى مكان مجهول، وهناك قاموا بتقييد يديه خلف ظهره بالقيود الحديدية ثم قاموا بالاعتداء عليه بالضرب المبرح بالعصي والركل بالأقدام وصعقه بالكهرباء فى أماكن مختلفة من جسده عقب تجريده من ثيابه واستمر تعذيبه لمدة ثلاثة أيام لحمله على التوقيع على محضر بتهمة الانتماء لشبكة إعلامية تابعة لشبكة الجزيرة الفضائية، ثم تم نقله إلى سجن العقرب. كما ذكرت والدة المعتقل أنس محمد محمد إبراهيم البلتاجي، مواليد 26 فبراير 1993، طالب بالفرقة الثالثة كلية تربية نوعية جامعة عين شمس، أنه تم اعتقال أنس وبعض أصدقائه من شقة بمدينة نصر وتم نقلهم إلى مبنى أمن الدولة بمدينة نصر، وهناك تم وضعهم فى غرفة تعذيب كان يُجرى بها تعذيب بالغ السادية لبعض المعتقلين وطلبوا منهم أن يتم تصويرهم أمام أحراز وأجهزة بث ومبالغ مالية، وأن يقروا فى محضر أنهم ممولون من جماعة الإخوان بقصد تشويه سمعة مصر أمام العالم، وأنهم مراسلون لقناة الجزيرة الفضائية، فلما رفض أنس قاموا بتعذيبه تعذيبا شديدا إلى أن أجبروه على التصوير مع الأحراز التى لا صلة له بها، وأُجبر أيضا على التوقيع على المحضر بعد تعرضه لتعذيب بشع. وأضافت فى شهادتها، أنها رأت نجلها وكان على وجهه آثار تعذيب وعلى ذراعه دون أن تتمكن من اتخاذ أي إجراء قانوني حيال ذلك، نظرًا لتعسف السلطات الأمنية والقضائية معهم. كما ذكرت أنه تم احتجاز أنس في ظروف بالغة القسوة في قسم مدينة نصر، ثم تم نقله إلى سجن أبي زعبل في زنزانة انفرادية.