في سابقة لم تشهدها مصر من قبل، فازت هالة شكر الله بمنصب رئيس حزب الدستور (ليبرالي) خلفا للسياسي البارز محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المستقيل، لتكون أول سيدة وأول قبطية تفوز عبر انتخابات برئاسة حزب سياسي في مصر. وأعلنت اللجنة المشرفة علي انتخابات حزب الدستور فوز شكر الله ب108 أصوات من إجمالي أصوات الجمعية العمومية لحزب الدستور البالغ عددها 203 أصوات في المؤتمر العام الأول للحزب الذي عقد، الجمعة. شكر الله البالغة من العمر 60 عاما، درست في كندا، حيث عمل والدها رئيسا لبعثة جامعة الدول العربية هناك، وبعد عودتها إلى مصر بدأت نشاطها في الحركة الطلابية في الجامعات. حصلت علي درجة الماجستير من معهد الدراسات التنموية في جامعة ساسكس في بريطانيا، وحصلت علي شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة في موضوع “تأثير تحرير الاقتصاد علي العاملات من النساء في مصر”. شغلت شكر الله منصب المدير العام والاستشاري الرئيسي لمركز دعم التنمية للتدريب والاستشارات (مركز استشاري مستقل مقره مصر) والذي أسسته عام 1997. وعبر هذا المركز، واصلت العمل علي تقوية وتطوير المجتمع المدني، من خلال تطوير مناهج تدريبية تستجيب لمشكلات وقضايا حركة المجتمع، كما قامت بتدريب العديد من الكوادر القيادية الآن. كما عملت مع العديد من المنظمات الدولية من بينهم الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي واليونيسيف (منظمة الأممالمتحدة للطفولة) في مجالات التنمية والتدريب والاستشارات. كما تعد شكر الله ناشطة حقوقية شاركت كعضو مؤسس في عدد من منظمات المجتمع المدني في مصر منذ ثمانينات القرن الماضي، ولها العديد من الدراسات المنشورة في هذا المجال، كما كانت محررة بدورية “الاستعراض النسوي” في بريطانيا خلال الفترة بين عامي 1995 و2002. ساهمت في تأسيس رابطة “مصريون ضد التمييز الديني”. وكانت شكر الله عضوا مؤسسا بحزب الدستور وعضوا بالهيئة العليا له، وشغلت منصب أمين التثقيف والتدريب بالحزب. وكان المؤتمر العام لحزب الدستور، الجمعة، قد اختار محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية سابقًا، رئيسًا شرفيًا للحزب، الذي أسسه في عام 2012 قبل أن يغادر مصر في أغسطس الماضي. واستقال البرادعي من منصبه كنائب للرئيس المصري المؤقت؛ محتجا على فض قوات الأمن بالقوة، يوم 14 أغسطس الماضي، اعتصامين مؤيدين للرئيس المعزول، محمد مرسي؛ ما خلف مئات القتلى، بحسب حصيلة رسمية. وعلى إثرها شن مسؤولون وسياسيون وإعلاميون مصريون هجوما حادا على البرادعي، الذي غادر مصر عقب قبول استقالته؛ معتبرين أن تلك الاستقالة تضر بوحدة الصف المصري في مواجهة أنصار مرسي، الذي أطاح به قادة الجيش، بمشاركة قوى سياسية ودينية وشعبية، يوم 3 يوليو الماضي.