سادت حالة من الاستياء الواسع بين أوساط القوى الوطنية المعاضة والشارع السياسي المصري من حملة الهجوم المتدنية للغاية التي شنها أنس الفقي وزير الإعلام من خلال التليفزيون الرسمي أمس الأحد على الشباب المصري الذي يعتصم في ميدان التحرير ، حيث فوجئ المشاهدون باستضافة نشرة الأخبار الرئيسية لقناة النيل في التاسعة مساءا لشخص قالوا أن اسمه "إيهاب" وأنه من شباب 25 يناير ، وراح يكيل السباب والشتائم البذيئة للشباب المتظاهر ووصفهم بأنهم "شاذون جنسيا" مما مثل صدمة جارحة لمن يشاهدون شاشة تليفزيون الدولة ، وبدلا من قطع الخط حثت مذيعة النشرة المتكلم على مواصلة حديثه فوصفهم بأنهم "أشباه رجال" وقال أن هناك مشائخ فاسدين يذهبون إلى هناك في إشارة إلى بعض علماء الأزهر وعلى رأسهم المتحدث الرسمي باسم المشيخة الدكتور محمد رفاعة الطهطاوي . وتساءل كثيرون عن مغزى هذا الهجوم شديد الانحطاط والبذاءة الذي يشنه تليفزيون الدولة على الشباب في الوقت الذي يقول فيه اللواء عمر سليمان نائب الرئيس أنه يتحاور معهم ، وقالوا : هل يتحاور نائب الرئيس مع شاذين جنسيا؟! . وكانت علامات استفهام كبيرة قد وضعت أمام الإبقاء على أنس الفقي وزير للإعلام في الحكومة الجديدة التي شكلها الفريق أحمد شفيق ، رغم أنه أحد أسوأ الوزراء الذين حظوا بكراهية شعبية في الفترة السابقة وكان أحد أقطاب مشروع التوريث الذي هيج ثورة الشعب المصري الأخيرة ، واعتبر كثيرون أن هذا الاختيار يعطي مؤشرا على أن النظام المصري ما زال يمارس حملة الإقصاء والقمع الإعلامي ضد المعارضة الجادة ، وإذا اعتبرنا أن الإعلام الرسمي هو مرآة الفكر السياسي الذي يحكم عقلية نظام الحكم فإن بقاء أنس الفقي وتلك السياسات البذيئة والعقيمة يعني أن ما يقدم حتى الآن من حوارات مجرد تخدير لالتقاط الأنفاس دون أي نوايا جدية للإصلاح أو التغيير .