عاد عمار الشريعي الي سن العشرين. هكذا ظهر علي شاشة دريم، كله حماس قلبه ممتلئ بالحيوية والشباب، طرح بعض القضايا المهمة التي تدور في ذهن كل مواطن مصري يخشي علي هذا الوطن. اتهم أسماء كبيرة بأنها وراء ما حدث في ميدان التحرير في اليوم الأول للاشتباكات بين المواطنين المصريين، وهذه الاتهامات سوف نتركها للجهات المعنية. عمار نفسه قال: »أتمني أن تكون شكوكي غير صحيحة«، لكننا سوف نتوقف عند تقييمه للأداء الإعلامي المصري. »الإذاعة والتليفزيون«، الذي قال عنه إنه إعلام بلا عقل، وهذا الوصف لا يخفي علي أحد من الناس، لأن ما يشاهد، ويسمع علي الشاشات والإذاعات، يؤكد أن الجهاز الإعلامي المصري يدار بالفهلوة، وأساليب انتهت منذ عقود طويلة، ليس فقط خلال الأحداث التي يشهدها الوطن الآن.و لكن منذ قدومه، وكل يوم يمر يؤكد أنه ليس الرجل الذي من الممكن أن يدير الإعلام المصري صاحب الريادة، والدليل أن الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء عندما أراد الظهور إلي الناس لأول مرة، ظهر من خلال شاشات خاصة هي المحور، والحياة، ودريم. وهذا يؤكد أن لديه قناعة أن المصداقية، والشفافية لم يعد مكانهما التليفزيون المصري. وأن الناس تثق بشكل أكبر بهذه القنوات. مقدمو الفترات المفتوحة الذين يظهرون لتغطية الأحداث، نجدهم يتوسلون للناس أن تصدقهم، وظهر هذا الأمر ليلة أحداث التراشق بالحجارة في ميدان التحرير، عندما التقوا مع خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع في مداخلة تليفونية، وطالبه المذيع بالحديث عن عيوب إعلام الدولة حتي يتم تلاشيها مستقبلاً.، كلام مقدم البرنامج لمن شاهده، كان أشبه برجاء لخالد صلاح، لدرجة أنه رد قائلاً: الوقت ليس وقت العتاب علي الإعلام المصري، كل هذه الأمور تطرح السؤال، لماذا تم اختيار الفقي في الوزارة الجديدة؟ رغم أن عهده شهد مهازل كثيرة، وكبيرة، وبُح صوتنا بالمطالبة بتدخله لإنقاذ الإعلام المصري، الذي تحول في آخر عامين إلي إعلام المسلسلات، برامج غرف النوم، رغم أن هذا الجهاز في الأساس جهاز خدمي ليست مهمته أن يتبني برامج تتحدث عن الجنس بحجة المنافسة مع الفضائيات ثم من قال إن إعلام الدولة لابد أن ينافس القنوات الفضائية الخاصة، ومن قال إن التليفزيون لابد أن يعرض »60« مسلسلاً في رمضان لكي يكون في دائرة المنافسة؟ ومن قال إن برنامج مثل »مصر النهاردة« أصبح منبر الحكوميين، والهجوم علي المعارضة؟ ومنبراً لصغار الفنانين لكي يهاجموا ويسبوا رموز الفن، السيد أنس الفقي حولنا إلي الإعلام »الكاجوال« وهو أمر لا يليق بدولة بحجم مصر، »6 سنوات« هي أعمر أنس الفقي الإعلامي، لم نشهد تطوراً فيه سوي تغيير اسم البرنامج الشهير »البيت بيتك« إلي »مصر النهاردة«. مع منح المهندس أسامة الشيخ كل الصلاحيات لتحويل القنوات المصرية إلي عزب خاصة، وبالمناسبة هذه القضايا سبق وطرحناها قبل الأحداث حتي لانتهم بأننا نسير مع الأحداث، ونستغل حالة الضعف التي عليها المسئولون الآن. خلال فترة وجود الفقي أصبح الكثير من العاملين داخل ماسبيرو بلا عمل وبالتالي بلا مكافآت، وأصبحوا يعتمدون فقط علي الرواتب التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعيش بها الموظف أكثر من أسبوع، حتي إذن الصرف، لم يكن يصرف إلا لأصحاب النفوذ. في عهد أنس الفقي تحول كل رؤساء القنوات الي مشرفين علي البرامج التي تعرض علي قنواتهم حتي يحصلوا علي مقابل مادي بالآلاف عن هذه البرامج، رغم انهم لا يعملون بها، ولا يشاهدونها إلا مثل كل المشاهدين عندما تعرض علي الشاشة، لذلك وصلت ديون التليفزيون الي 11 ونصف مليار جنيه رغم ان معظم البرامج تم اسنادها الي وكالات إعلانية، والمسلسلات أصبحت مملوءة بالإعلانات التي أفقدتنا متعة المشاهدة، وبالتالي لا نعرف كيف وصلت الديون لهذا الرقم، كل هذه المؤشرات كانت تقول لابد من اختيار وزير إعلام آخر يقود المرحلة القادمة لأن التليفزيون المصري أحد أسباب انهيار أسهم الحكومة في الشارع المصري، لأنه يتعامل طبقاً لمبدأ »أني لاأكذب ولكنني أتجمل«. في كل الأحوال مصر الآن في حاجة الي اعادة صياغة للإعلام بالكامل، وفق الرؤية التي تعيدنا للريادة، وهناك أسماء كثيرة جديرة بالحصول علي فرصتها بدلاً من الأسماء التي كانت تفرض من لجنة السياسات بالحزب الوطني.