طرحت حركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر مبادرة للتصالح قبل 25 يناير معتبره أن الشعب سيكون شاهداً وحكماً ومراقباً على الجميع لتحقيق توافق وطني حقيقي. وأضافت الحركة فى بيان لها أن المصالحة سيلجأ الجميع إليها في النهاية شاءوا أم أبوا وأنها ستكون إطاراً لحل يجنب البلاد مزيداً من الدماء والفوضى حيث تتلخص في أن يكون هناك ميثاق للمشاركة المجتمعية، توافق عليه كل القوى الوطنية ومؤسسات الدولة حيث يتضمن كحد أدنى بنود إلزامية لوقف العنف المتبادل وأخرى تضع حدوداً لممارسة العمل السياسي بين القوى السياسية وبما يمنع أي خطاب إستقطابي أو إستعدائي بين أى طرف والأخر ولفتت إلى ضرورة وجود عدالة تشمل الجميع وتحتوى مجموعة من الإجراءات التشريعية والقضائية والإدارية من خلال قانون العدالة الإنتقالية بما يحقق العدل للجميع كأساس للمصالحة الوطنية الشاملة فضلاً عن ترسيم العلاقات بين مؤسسات الدولة والمجتمع وتتضمن تحديد العلاقات ومنع سيطرة أو تدخل أياً منها في عمل الأخرين ومنها المؤسسة العسكرية ومؤسسة القضاء و الإعلام والداخلية. وطالبت بأن يكون هناك ميثاق شرف إعلامي يضمن منع خطابات الكراهية والعنف والتشهير ووقف حالة الإستقطاب والإستعداء بين أطراف المجتمع والمتنافسين السياسيين, وحكومة إنقاذ إقتصادي قومي للبلاد وتضمن البدء الفوري في مشروعات قومية بدعم من الأموال الوطنية وبدء تشغيل المصانع وإنعاش الإقتصاد المنهار وأردفت:" إلى شعب مصر العظيم بعد ثلاث سنوات من الثورة المصرية، وثلاثة أنظمة حكمت في فترة إنتقالية بدت وكأنها لا تنتهي. وبعد تخبط طويل وحالة من السيولة في المناخ السياسي أثر سلباً على كافة نواحي الحياة في مصر وسبب إنقساماً حاداً في المجتمع لم تشهده البلاد في تاريخها. وتناسينا أن قدرنا جميعاً أن نعيش معاً على هذه الأرض كما قدر الله لنا" وأضافت إن شباب مصر الذين كانوا شرارة تلك الثورة العظيمة التي أبهرت العالم أجمع، وبعد أن وقفوا جنباً الى جنب في البداية داعمين تلك الأنظمة، آملين أن تحقق ما خرج جموع المصريين من أجله، إلا أنها خيبت أمالنا جميعا مؤكدة أن الجميع أخطأ حيث أنه على الجميع أن يتحمل مسئوليته لنسمو جميعاً فوق مصالحنا الضيقة ونتذكر أحلامنا التي خرجنا من أجلها ودفعنا دماءاً عزيزة لا تزال تسيل حتى يومنا هذا. لقد أدركنا ان احلامنا الكبرى قد أختزلت في النهاية إلى صراعات سياسية ضيقة من أجل سلطة زائفة وإختتمت كلامها قائلاً:" الأمل الحقيقي لهذه البلاد كما نراه ، وكما أهملته تلك الأنظمة المتعاقبة إنما هو وحدة الصف التي جمعت كل الأطياف السياسية والعقائدية في مصر في الثمانية عشر يوم الأولى من عمر تلك الثورة العظيمة ، هو في عدالة حقيقية لا تفرق بين طائفة وأخرى وبين مصري وأخر ، وهو في إعادة هيكلة للمنظومة الأمنية على أسس جديدة تحترم كرامة الإنسان وتحافظ عليه وتحمى الوطن والمواطن .. ولكي لا تكون تلك المبادئ والأُطر أفكاراً عامة فإن المبادرة تشمل أيضا مسودات للمواثيق والقوانين السابقة تصلح كبداية للعمل الحقيقي من أجل المستقبل .. وكلنا أمل في أن يكون ما سبق بداية حقيقية لإنهاء ثلاثة أعوام من الدماء والفوضى السياسية وتجنيب الوطن الانزلاق إلى هوة أكثر عمقا لا يعلم مداها الا الله".