حملت "الدعوة السلفية"، "الإخوان المسلمين"، المسئولية عن خسارتها الشعب قبل إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو بعد مظاهرات شعبية حاشدة، قائلة "ما زال الإخوان يخسرون الشعب شيئًا فشيئًا حتى وقع ما كنا نحذر"، و"أننا فقط ننصحهم بعدم تجميع الناس كلهم ضدهم بممارستهم" جاء ذلك في خطاب توجهت به إلى الداعية السعودي، الدكتور ناصر العمر المشرف على موقع "المسلم" ردًا على بيان نشر مذيلاً بتوقيعات عدد من العلماء والدعاة وطلبة العلم في المملكة العربية السعودية تحت عنوان "بيان حول المواقف السياسية لحزب النور". وذكّرت "الدعوة السلفية" في خطابها الذي نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، العمر ب "أنه قد جاء وفد من العلماء والدعاة كان من المقرر أن تحضروا فيه لولا وفاة خالتكم، منهم الأستاذ أحمد الصويان لبحث التقريب بيننا وبين الإخوان قبل 30/6 وكان جوابنا أن المشكلة هي بين الإخوان وبين الشعب وأننا فقط ننصحهم بعدم تجميع الناس كلهم ضدهم بممارستهم". وأضافت "ذهبتم على أنكم سوف تبحثون معهم هذه الأمور ثم انقطعت أخباركم ولم تردوا علينا بشيء ثم أخذنا نقرأ في صفحات الفيس بوك الخاصة ببعض كتاب البيان أو باحثيهم أنكم وجدتم من مكتب الإرشاد مرونة أكثر من التي لقيتموها منا؟! وما زال الإخوان يخسرون الشعب شيئا فشيئا حتى وقع ما كنا نحذر، فمن المسئول عن هذا إذن"؟ ورفض البيان ما ذهب إليه العمر من أن الأوضاع في عهد مرسي "كانت أحسن دينا ودنيا"، قائلة إنها تنم على عدم معرفة الواقع المصري، مستدلة بالسماح للسياح الإيرانيين بالقدوم إلى مصر وبناء "الحسينيات"، على خلاف موقف أجهزة الدولة في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك حيث كانت "تتخوف من الشيعة لاعتبارات سياسية ولكنهم في النهاية كانوا يتخوفون، بينما فتح لهم الباب على مصراعيه في العام الماضي". وأشارت أيضًا إلى "منح تصاريح المراقص والخمارات لمدة ثلاث سنوات بعدما كانت تمنح لسنة واحدة، وأقيمت حفلات برعاية الحزب الحاكم أحيتها مغنيات الفيديو كليب وتدخل الرئيس في خصومة بين شيخ وفنانة لصالح الأخيرة". وفيما يتعلق بمكتسبات الدستور، فقد أشارت "الدعوة" إلى معارضة "الإخوان" لها حتى بعد إقرارها، ودللت على ذلك بقول الرئيس المعزول في تسجيل مرئي "أن المطلوب من الشريعة هو قطعي الثبوت والدلالة فقط"، وحاول الدكتور عصام العريان رئيس كتلتهم البرلمانية أن يكسر مادة مرجعية الأزهر، قائلا "السيادة هنا للشعب وهو الذي يشرع ولو ردونا إلى الأزهر نكون قد أسسنا الدولة الدينية". وانتقدت الدعوة مؤهلات رئيس الوزراء السابق الدكتور هشام قنديل، ووزير استثماره يحيى حامد، "ومع هذا حاولنا نصيحتهم فلم يستمعوا لنا ولا لغيرنا حتى بلغت الأمور مبلغًا صعبًا، فآل الأمر إلى استقطاب حاد ورفض شعبي لجميع شباب الصحوة بسبب الأداء المخيب للآمال من الحكومة بحجة أنهم هم الذين أقنعوهم بانتخاب الإخوان الذين شكلوا هذه الحكومة، وبدلاً من محاولة الإصلاح وقد كان هناك فرص للإصلاح بلا خسائر رفضت من الإخوان مع أنها كانت مقبولة للجميع ورُفعت شعارات "من يرش الرئيس مرسي بالماء نرشه بالدم" و"سنسحقكم" ودعوات بنصرة "المؤمنين" على "الكفار والمنافقين". واعتبرت "الدعوة السلفية" أنه "مما يؤسف أن تعلو دعوات التكفير والتخوين ووصف المجتمعات بالجاهلية بل واستباحة الأموال والأعراض للمخالفين ومنهم أبناء الدعوة والحزب متزامنة مع دعوات بمنع الأضحية وتعمد تعطيل المرور والعمل على زيادة الأزمات الاقتصادية، والعجيب أن يفعل هذا تحت دعوى أن هذا إجماع من التيار الإسلامي وبدلا من أن يحمد الغيوريون على الدعوة (من أمثال العلماء الأفاضل الموقعين على البيان) ربهم أنه وجد من الإسلاميين فصيل رشيد لم ينزلق إلى هذا المنزلق إذ ببيانكم ينعي علينا التفرق والشقاق". وذكرت "الدعوة" العمر بأنه سبق وأن نشر موقع "المسلم" فتوى للشيخ البراك (وهو من الموقعين على الوثيقة) عن دستور 2012 يحبذ فيها التصويت ب (نعم) وإن احتوى كفرا لأن المتوقع في حالة (لا) أن يعد دستور آخر يحتوى مواد كفرية أكثر،/ وكان لكم تعقيب عليها مؤيد وشارح لها. وعاتبت "الدعوة"، الداعية السعودي، قائلة: "نعتب عليكم إذا اهتممتم بالواقع المصري أن تغفلوا عن أخطار حقيقية على الدعوة الإسلامية من انتشار روح التكفير وعمليات التفجير تلك التي واجهتموها بحسم في بلادكم واخترتم السكوت عن بعض ما تنكرون من أجل عدم تغذية تيارها لاسيما ونحن نرى أنها في حالة تبني جماعات كبيرة لها سوف يكون ضررا يأكل الأخضر واليابس". واستطردت قائلة في خطابها "كما نعتب عليكم كثرة الاستظهار بعدد الموقعين على البيان ولو قيل رابطة كذا أو اكتفي بمن أعد البيان لكي نستطيع محاورته وأما إذا كان المطلوب بيان أن هذا يمثل اجتهادا جماعيا فإنه فى النهاية لا يمثل إجماعا كما وجد فى البيان وإلا فإنكم تسمعون عن دعاة وعلماء لهم موقف غير ما ترون وينالهم سب وشتم وأذى لعله بلغ مسامعكم". وكان 34 عالمًا سعوديًا أصدروا أمس، بيانًا ينتقدون فيه موقف حزب "النور" من الأحداث السياسية في مصر. وقال البيان المنشور على موقع "مسلم"، الذي يشرف عليه الدكتور ناصر العمر، أحد قيادات الصحوة السلفية بالسعودية، إن مواقف "النور" ألحقت الضرر بمصالح الإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها، مضيفً: "مواقفه تتناقض مع الأمر بالوحدة والولاء للمؤمنين والتعاون على البر والتقوى، في مقابل تقاربه مع القوى العلمانية بمختلف تصنيفاتها، واصطفافه معها، رغم ما تظهره من عداء للإسلام وأهله". وأكد العلماء "الخطأ الفادح العظيم لحزب النور في اصطفافه مع الانقلاب، وما ترتب عليه من تعطيل لأحكام الشريعة، وإسهامه في التسويق للدستور الجديد باسم الإسلام". وشددوا على "تأييد ما اتفق عليه علماء المسلمين ودعاتهم من مواقف مواجهة لأعمال الانقلابيين، ومن ذلك الدعوة لمقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد، وعدم المشاركة بالتصويت عليه حتى ب(لا)، لأن المشاركة في التصويت تقتضي الاعتراف بالسلطة الانقلابية، التي ارتكبت خلال أشهر معدودة من عمرها مذابح عظيمة في حق المسلمين، وشنت حملات الاعتقال على الصالحين الناصحين، وحجمت من الدعوة الإسلامية وضيقت على دعاتها". ووجهوا نصيحة إلى "القائمين على الحزب، ومن يؤيده من علماء الدعوة السلفية بالإسكندرية ذات التاريخ العريق في العمل الإسلامي الممتد على مدى أكثر من أربعين عاما، أن يتداركوا الموقف، ويدرأوا الفتنة، وأن يتسقوا مع تاريخهم ومواقفهم السابقة، فيوقفوا هذا الخلط الذي يشوه المنهاج السلفي وأهله".